جمال سليمان: لم أجد نفسي في الأعمال المصرية هذا العام فاتجهت لـ " فنجان الدم "




يعود جمال سليمان مرة أخري وبقوة هذا العام لكن عبر بوابة دراما الزعماء، ودراما البيئة البدوية، ولكنه يغيب هذا العام عن الدراما المصرية، التي تعودنا عليها من خلال أعماله السابقة كـ «حدائق الشيطان» و«أولاد الليل».. ويوقع خلال أيام عقد فيلم سينمائي جديد يتكتم تفاصيله، لكن من الواضح أنه عودة إلي السينما الحقيقيية في مصر علي طريقة جمال سيلمان. " البديل " التقته أثناء زيارته إلي مصر وكان معه هذا الحوار:
* رغم نجوميتك الكبيرة التي حققتها في مصر في العامين الأخيرين إلا أنك تغيب عن الدراما في رمضان هذا العام ، ما الأسباب؟
لا يوجد أي سبب سوي أنني لم أجد نفسي في الأعمال التي عرضت علي في مصر، أو أن ظروفي لم تكن متوافقة مع ظروف بعضها.

* وهل يتعلق الأمر بقرار نقابة الممثلين المصريين الخاصة بعمل الممثل العربي في مصر؟

أبدا لا علاقة لقرار النقابة بذلك، لأنني تعاقدت علي عملين في سوريا قبل صدور القرار بأشهر.

* لماذا لم تحضر العرض الخاص لفيلم البيبي دول في القاهرة رغم توجيه الدعوة إليك من شركة جود نيوز؟ 

بسبب ظروف شخصية ومهنية قاهرة وكنت أتمني لو حضرت.

* رغم نجوميتك الكبيرة إلا أنك شاركت في عدد محدود من المشاهد في الفيلم، فما الأسباب التي دعتك للمشاركة في هذا العمل؟

المسألة ليست بعدد المشاهد، فهناك فنانون كبار شاركوا بعدد صغير من المشاهد في الفلم، بل إنني أري أن شخصية شكري التي لعبتها كانت رئيسية في الفيلم ولكن في النهاية ليس هذا هو الشيء الوحيد الذي يجعلني أقدم أو أحجم عن المشاركة في أي عمل فني، بصرف النظر عما قيل وكتب مع أو ضد الفيلم إلا أنني احترمت فكرته وطموح منتجيه ومخرجه لأن يقدموا عملا راقيا يتحدث عن أسباب تنامي ظاهرة العنف والتطرف في العالم.

هذا ثاني تعامل لي مع " جودنيوز" وأحب وأحترم طريقتهم ورقيهم في التعامل مع الفيلم السينمائي ومع الفنانين الذين يعملون معهم وأكثر من هذا أفرح عندما أشاهد طموحهم والأهداف البعيدة التي يسعون إليها فيما يتعلق بالفيلم السينمائي العربي، ووضعه علي خارطة السينما العالمية بصرف النظر عن التعثر أحيانا أو النجاح الكاسح أحيانا أخري. في النهاية يجب أن ندرك أننا في العالم العربي نحتاج لمزيد من الشركات الطموحة مثل " جودنيوز". 

* واجه البيبي دول انتقادات عديدة من قبل النقاد، ما رؤيتك للفيلم وبم تفسر هذا الهجوم؟ 

بعضها كان مغاليا، وبعضها يجب أخذه بعين الاعتبار لأنه محق.

* ما أسباب توقف تصوير فيلم " ليلة واحدة "؟

المنتجون صوروا أنفسهم علي أنهم حلم السينما القادم ولكنهم فجأة امتنعوا عن دفع التزاماتهم المالية واختفوا عن الأنظار ويوجد قضايا وشكاوي ضدهم. طبعا كان شيئا مؤسفا والخسارة كبيرة لأنني أحببت هذه التجربة السينمائية، لأنها من التجارب القليلة التي تجمع بين السوية الفنية والجماهيرية.

* لطالما حلمت بتقديم شخصية جمال عبد الناصر وعندما عرض عليك تقديمه رفضت، ما سر رفضك لتقديم العمل؟ 

كما ذكرت سابقا، السيناريو أبدي عناية كبيرة بالمراحل الأولي من حياة الرئيس عبدالناصر (الطفولة والشباب) واحتلت هاتان المرحلتان حوالي العشرين حلقة وبقيت عشر حلقات لمرحلة ما بعد الثورة وبسبب عمري وتركيبتي لم أجد نفسي إلا في المرحلة الأخيرة، وبالتالي كان لا بد من ممثل يناسب المسلسل أكثر مني.

* كيف تري شخصية عبدالناصر فنيا؟ 

الرئيس عبد الناصر من أبرز الشخصيات العربية التي تركت آثارا هائلة علي حياة الأمة وما زالت هذه الآثار مستمرة ليومنا هذا. إنه الإنسان البسيط الذي امتلك سحرا وإيمانا وطنيا جعل أمة كاملة تسلمه أقدارها وجعل الشعوب العربية تصدقه أكثر من قادتها، ولكن الرياح لم تمش دوما كما تشتهي السفن.

* رغم أنك واحد من أهم نجوم الدراما التاريخية السورية فلماذا لم تفكر في تقديم الدراما التاريخية في مصر؟ وبرأيك ما الذي ينقص مصر كي تقدم دراما تاريخية مثل التي تقدمها سوريا؟ 

ممكن أن يحدث هذا في المستقبل، ولكن لا بد من توافر الظروف وأبرزها البشر الذين سيتحملون ظروف العمل القاسية. لأن الإمكانات المادية ضعيفة نسبيا في عالمنا العربي والعمل التاريخي مكلف مما يخلق هوة بين الإمكانات، ومتطلبات العمل لا يمكن ردمها إلا بالمجهود الضخم للبشر.

* سنشاهد لك في رمضان عملين تليفزيونيين هما أهل الراية و" فنجان الدم " ؟ 

صحيح، و"أهل الراية " انتهيت من تصويره في ربيع هذا العام، وهو عمل إنساني شيق وعاطفي تدور أحداثه في دمشق القديمة وفيه كمية كبيرة من التشويق. وسيسعدني أن يراه الجمهور المصري علي قناة الحكايات لأنني ولو لم أقدم عملا مصريا هذا العام إلا أنني أحب أن يتابعني الجمهور المصري في أعمالي الأخري، لأن العلاقة التي أعتز بها بيني وبين الجمهور المصري لا أحبها أن تزول أو يخفت بريقها.

* قاربت علي الانتهاء من تصوير مسلسل فنجان الدم؟ 

نعم بقيتي لنا أيام قليلة كي ننفذ المعركة الكبيرة في العمل والتي سيقتل فيها جيل بأكمله وتنتقل القيادة فيها لجيل آخر وزعامات جديدة. مسلسل شاق ولكنه ممتع لأنها من المرات النادرة التي ننظر فيها لحياة البدو بعيدا عن الكليشيهات التليفزيونية ونري ارتباط حياتهم بالظروف والأحداث السياسية التي كانت رياحها تهب علي منطقتنا اعتبارا من منتصف القرن التاسع عشر منذرة بأفول عصر وبداية عصر جديد، وكان للقبائل التي تمركزت في بلاد الشام دور في تلك الأحداث.

* أجدت تقديم اللهجة الفلسطينية واللهجة الصعيدية فهل اللهجة البدوية التي تقدمها في فنجان الدم بمثل صعوبة اللهجتين الأخريين؟ 

نعم إنها صعبة، ولا سيما عندما نعرف أنه كما لا يوجد لهجة فلسطينية واحدة ولا صعيدية واحدة بل لهجات فلسطينية ولهجات صعيدية، كذلك توجد لهجات بدوية والصعوبة تزداد لأن المسلسل يتضمن كمية من أبدع الشعر التراثي البدوي المتناقل والمحفوظ عبر الأجيال، وله خصوصية في اللفظ والإلقاء.

علي كل حال اللهجة جزء من العمل وجزء من التحديات التي تواجهه، وهي مهمة ولكن الأهم منها هو روح البيئة والشخصيات والعصر والأفكار التي يتصدي لها العمل. وبالمناسبة ليس إتقاني للهجة الصعيدية أو الفلسطينية هو ما أستحق عليه الإطراء ـ إن كنت أستحق أي إطراء ـ بقدر جدية محاولتي في النفاذ إلي روح أبو صالح في التغريبة الفلسطينية، أو روح مندور في حدائق الشيطان .


صدام كمال الدين
27/08/2008
شاركه على جوجل بلس

عن صدام كمال الدين

    تعليقات بلوجر
    تعليقات فيسبوك

0 التعليقات:

إرسال تعليق