هى وحسنين باشا.. بداية الصدام مع الملك فاروق



حسنين باشا
شهدت حياة الملكة نازلى تحولات غريبة، وقاتلت ليحتفظ فاروق بالعرش، لذا تغيرت تحالفاتها تبعا لذلك، فاستعانت بالوفديين والنحاس باشا ثم المندوب السامى البريطانى، وقررت تزويجه من فتاة تشبهها تكون من عامة الشعب، ثم الانقلاب عليها عندما أحست أنها ستسحب بساط الملكية من تحت قدميها، وتبدأ فى السيطرة على الأمور، لكن التحول الأكبر والأخطر فى حياتها كان عندما أحبت وهامت بأحمد حسنين باشا، كان مقتله نقطة تحول خطيرة فى حياتها، لتبدأ سلسلة من الفضائح، خاصة بعد سفرها إلى أوروبا.

عن العلاقة الغرامية بين أحمد حسنين باشا والملكة نازلى يقول محمد التابعى فى كتابه «من أسرار الساسة والسياسة»: عشقت نازلى ملكة مصر «حسنين»، ولم تخجل من أن تعلن حبها له أمام رجال القصر، ثم أمام ابنها الملك فاروق، ونسيت مقامها كملكة وأرملة ملك وأم ملك ونسيت حرمة سنها وقد تجاوزت الأربعين، وبدت على جلالتها أعراض «التصابى»، فانطلقت تزور صالونات التجميل وصبغ الشعر، وتجرب كل يومين تقريبا صبغة جديدة، ولوناً جديداً لشعرها الذى بدأت تظهر فيه شعرات بيضاء.

ولاحظنا أن حسنين بدأ يقتصد إلى حد ما فى (إخلاصه وتفانيه) فى خدمة الملكة نازلى والسير فى ركابها، وأصبحنا نراه بيننا أكثر من أى وقت مضى.. لماذا؟ هل كان يخشى افتضاح علاقته بها؟ أو أن يسمع ابنها أو يلاحظ شيئاً مريباً على أمه ورائده الأمين؟ أم ترى حسنين رأى أن الوقت حان لكى ينتقل من الفصل الأول إلى الفصل الثانى، أى من إظهار الحب والتفانى إلى إظهار (التقل) والتحفظ والبرود. وهى السياسة التى كان «حسنين» يجيد تطبيقها كل الإجادة مع هذا الصنف من النساء؟ النساء اللاتى جاوزن مرحلة الشباب وأخذن فى استقبال شمس المغيب.

ولأن «التقل» والتحفظ والبرود يزيد الوجد والشوق، ويشعل فى صدر المرأة نارا فوق نار. نار تأكل ما بقى للمرأة من عزة وكبرياء حتى إذا عاد إليها الرجل أسلمته قيادها فى خضوع واستسلام، وهذا هو الأرجح.

ومهما يكن من شىء فقد نجح أحمد حسنين فى أن يجعل من نازلى رهن إشارة من إصبعه، حتى إنه طلق زوجته وأم أولاده، ليحقق أهدافه فى السيطرة على الملك والقصر، من خلال حب الملكة نازلى له، والتى انتهت على كل حال بزواجه منها، وبعلم الملك، ومباركته على مضض، لأنه أراد أن يستريح من رعونتها وعدم قدرتها على فهم واقع العرش الذى يعتليه ابنها فاروق، الذى كان فى حاجة إلى من يقف بجانبه، ويرشده إلى ما فيه نفعه ونفع الوطن.

وكانت الصدمة النفسية قاسية وعنيفة على فاروق الذى كان يومئذ فى الثامنة عشرة من عمره، ويحب أمه، ولم يكن يفوق حبه سوى احترامه لها، وكانت تناديه أمام الحاشية وأمامنا (فاروق) بينما هو يناديها دائما «ماجستيه» أى صاحبة الجلالة، وكان يخشاها ويتقى غضبها ويعمل لها ألف حساب، وكلمتها عنده لا ترد، وكثيرا ما سمعتها أثناء رحلتنا إلى سويسرا وفرنسا وإنجلترا تنهاه أمامنا علناً عن قيادة سيارته بنفسه، أو تنهره وتطلب منه أن يترك سيارته ويركب معها فى سيارتها، لأنها كانت تخاف عليه من تهوره فى قيادة السيارات بسرعة جنونية، وكان دائما يخضع ويطيعها، ولا يرى غضاضة أو بأسا، وهو الملك، فى أن ينزل على إرادتها مثل أى طفل صغير، وهكذا كان مقدار حبه واحترامه لأمه ثم ها هى تتدله فى حب موظف من موظفى القصر، ولا تخجل من أن تعلن أمام الموظفين أنها عاشقة ملهوفة على أحمد حسنين، بل ولا تخجل من أن تصارح ابنها الملك بأنها تحب هذا الموظف أحمد حسنين، وأنها قدمت نفسها له، لكنه يرفض، فتصرخ وتصيح أنها من لحم ودم، وتطلب من ابنها أن يزوجها من حسنين.

صدام كمال الدين
٨/ ١٠/ ٢٠١٠
شاركه على جوجل بلس

عن صدام كمال الدين

    تعليقات بلوجر
    تعليقات فيسبوك

0 التعليقات:

إرسال تعليق