الدكتور خيرى دومة |
خيري دومة، هو أستاذ الأدب الحديث في كلية الآداب في جامعة القاهرة، ومساعد مدير المشروع القومي للترجمة، له عدد مهم من الدراسات النقدية منها: دراسات في نظرية الأنواع الأدبية المعاصرة، تداخل الأنواع في القصة المصرية القصيرة 1960-1990، والقصة القصيرة عند سعد مكاوي .
* كيف ترى المشهد الثقافي الآن؟
المشهد الثقافي العام خصب جداً، لكنه مع ذلك في حالة اضطراب بسبب الوضع السياسي، الاقتصادي، والأمني المضطرب، في مصر ومحيطها العربي، لدينا جيل من الكتّاب والفنانين الشباب الذين يملكون رؤية واضحة، ويكتبون أنفسهم على حقيقتها، خارج إطار القوالب الجاهزة، لكنهم من غير شك محبطون لما آل إليه أمر ثورتهم .
* لماذا أصبح النقد الأدبي في دائرة الاتهام من قبل الأدباء؟
كان النقد الأدبي دائماً ولا يزال في حالة اتهام، لكنه يعمل وسط وضع ثقافي مضطرب، تحيط به الشكوك من كل جانب، ضعفت المؤسسة النقدية الأكاديمية، لا بسبب عزلتها وإمعانها في التخصص فحسب، بل بسبب انهيار منظومة التعليم العام وعدم قدرتها حتى على الكتابة البسيطة القائمة على المتابعة والرصد والتحليل والتوجيه الذكي .
* بعض الأدباء يقول إن النقد تابع ل منتج جاهز وهو الإبداع، فما الذي يمكن أن يضيفه النقد إلى قيمة النص؟
النقد حين يكون حقيقياً فإنه يعبّر عن لون من الإبداع، كتابة على الكتابة، وكثيراً ما يقرأ المرء تحليلات لنصوص لا تقل روعة ولا إمتاعاً عن هذه النصوص نفسها، وهذا النقد يحتاج إلى معرفة وحساسية ومغامرة أيضاً .
* ولماذا اختفت المنابر النقدية التي كانت موجودة في الستينات ولا نجد سوى مقالات لا نستطيع أن نطلق عليها نقداً بل تعتبر عرضاً لكتاب ليس إلا؟
أعتقد أن النقد الأدبي في حالة مراجعة لذاته منذ فترة؛ بعد عقود من الذهاب بعيداً عن نصوص الأدب وعن الواقع الذي أنتجها، ولا بأس من بعض التراجع عن التخصص، لتحقيق قدر من التواصل مع مساحة أوسع من القراء، بشرط أن يظل كل ذلك، مستنداً إلى معرفة علمية وذائقة تسمح بالاقتراب من الأدب وحبه .
* ما الذي قصدته في دراستك الأدبية تداخل الأنواع في القصة المصرية القصير؟
فكرة الأنواع قديمة وملازمة للتفكير النقدي والفلسفي من أزمنة طويلة، ومفيدة في كثير من الوجوه لدراسة الأدب وفهمه وتعليمه، لكنها واجهت في العقود الأخيرة خصوصاً الكثير من النقد وربما السخرية، وكانت فكرة تداخل الأنواع تقوم على الاحتفاظ بفكرة النوع الأدبي، ولكن مع توظيفها بطريقة مختلفة، والإفادة من التاريخ الطويل لدراسة العلاقة بينها، بدءاً مما قام به الرومانتيكيون، وصولاً إلى كثير من التفكير النقدي الحديث وما بعد الحديث .
صدام كمال الدين
22/04/2013
0 التعليقات:
إرسال تعليق