د .جابر عصفور بعد تسلمه جائزة القذافي للآداب: على الدولة المدنية أن تدافع عن مثقفيها




الدكتور جابر عصفور
سحر الكتابة عند الدكتور جابر عصفور يكمن في قدرته على إيصال الفكرة بأسلوب مشوق قادر على إيجاد القابلية عند القارئ فهو ناقد متمرس قادر على تحديد الفكرة وشرحها وإيصالها إلى قارئه بأسلوب سهل ومحدد لتقبل آرائه وأفكاره من دون جهد كبير منه، كما أن لديه إحساسا قويا بأهمية النقد الأدبي في النهضة الثقافية والحضارة العربية، وهذه الأهمية تكمن في دراسة تجارب أدبية تعتبر بمثابة تأريخ لوقائع وأحداث سياسية واجتماعية واقتصادية وثقافية ودينية .


دافع عصفور عن حقه في الحصول على جائزة القذافي العالمية للآداب وقال إن الجائزة أدبية وليست عن حقوق الإنسان، وأن من اعتذر عن الحصول عليها فهذا حقه ولكن لا يعني هذا أن يسير على دربه الآخرون، أما علاقته بالدكتور علاء الأسواني فوصفها بأنها علاقة ود واحترام من جانبه، إلا أن الأسواني بمهاجمته يحارب طواحين الهواء ليس إلا، ويطالب النقاد بأن يستعيدوا تراثهم الليبرالي العظيم في النقد .


إلى جانب إسهاماته البارزة “كرجل ثقافة” من خلال عمله لسنوات طويلة كأمين عام للمجلس الأعلى للثقافة وإنشائه للمشروع القومي للترجمة الذي تحول إلى “المركز القومي للترجمة” يشرف عليه الآن .


* بداية ما إحساس الدكتور جابر عصفور بعد حصوله على جائزة القذافي العالمية للآداب في دورتها الأولى؟

ليس الشعور بعد إعلان الجائزة ولكن أثناء استلامها لأنني فوجئت بأن الاحتفال الليبي كان احتفالا قوميا بمعنى الكلمة، وحضره أكثر من مائة مثقف عربي مدعوين من مختلف الأقطار العربية، وبدأ الاحتفال بفيلم تسجيلي وهو عبارة عن شهادة لأبرز المثقفين العرب، كما أنني فوجئت بأن السلام الوطني الليبي هو نشيد “الله أكبر فوق كيد المعتدي” مما جعلني أعود بذاكرتي لعام 1956 عندما كنت أنتقل من المرحلة الإعدادية إلى الثانوية وكنا خرجنا منتصرين من العدوان الثلاثي، رجعت إلى عالم وزمن جميل مضى، وكأن الاحتفال جائزة مضافة إلى الجائزة المالية وقيمته المعنوية أكثر بكثير جدا من أي قيمة مادية لأية جائزة، ويكفي أن أتطلع من حولي لأجد بجواري من مصر خيري شلبي وجمال الغيطاني وسعيد الكفراوي ويحيى الجمل وعشرات من الأدباء من سوريا والعراق وتونس والجزائر ولبنان وكل البلدان العربية .

* ولكن هناك لغطا كثيرا دار حول الجائزة حين رفضها الروائي الإسباني “خوان جوتسيلو”؟

أنا لم أرشح لجائزة لحقوق الإنسان، وإنما رشحت لجائزة الآداب العالمية وهي تمنح للأدباء وكبار النقاد، ولم يكن الأمر خاصا بحقوق الإنسان كي أعترض أو لا أعترض، وما أعرفه عن اعتذار جوتسيلو إنما هو تعبير عن موقفه السياسي، وموقفه هذا ليس ملزما لي، لأننا إذا أمنا بحق الاختلاف فمن حقي أن أتخذ موقفا مختلفا ومغايرا لموقف جوتسيلو، وهناك مثال مصري بارز في هذا الصدد، فبهاء طاهر يحترم صنع الله إبراهيم ويقدر موقفه عندما رفض قبول المبلغ المالي لجائزة ملتقى الرواية العربية في القاهرة، ولم يمنع هذا بهاء طاهر من قبول جائزة الدولة التقديرية وجائزة مبارك، وما يلزم شخصا ما، رغم احترامنا له، لا يلزم الآخرين، ولا يقلل هذا الاختلاف أي شكل من أشكال الاحترام، وشخصيا أحترم جوتسيلو لكن احترامي له لا يعني أن أقلده وأسير على دربه في كل ما يفعل .

* برأيك ما آليات مواجهة دعاوى القمع وتكفير المثقفين المصريين؟

بأن تحسم الحكومة المصرية أمرها وتقرر هل هي مع التنوير أم ضده؟ ولا تتبع أسلوب إمساك العصا من المنتصف لأن الخاسر الوحيد في هذه الحالة هو المثقف المصري، وبما أننا دولة مدنية فيجب على هذه الدولة أن تحمي مثقفيها الذين يدافعون عنها، ففي خلال العامين الماضيين هناك أكثر من 20 مثقفا مصريا تمت مهاجمتهم وصدرت ضدهم أحكام قضائية بسبب دفاعهم عن الدولة المدنية، ويدفعني هذا إلى القول إننا نعيش في شبه دولة مدنية، وتكتمل هذه الدولة عندما تدافع عن مثقفيها الذين يدافعون عنها وإلا فما المبرر العقلاني في أن أدافع كمثقف عن دولة تسلمني لأنياب الإظلاميين، وإذا كانت هذه الدولة جادة في اكتساب الصفات المدنية فلتدافع عن مثقفيها الذين يدافعون عنها، والدفاع هنا ليس بالتعاطف فقط وإنما بتعديل التشريعات التي تسمح لهؤلاء بالتسلل والتحايل على القوانين الموجودة الآن .

* وإلى أي حد يمكن القول إن الأدب من منظورك كناقد يمكن أن يواجه نزعة التطرف في المجتمع الآن؟

الأدب الحقيقي بحكم طبيعته يواجه كل نزعات التطرف سواء السياسي أم الاجتماعي أم الديني، وطوال تاريخ الأدب المصري وهو يواجه التطرف بكل صوره، فيوسف إدريس هو الذي كتب عن “العيب” و”الحرام” وأيضا “اقتلها” التي كانت عن فكرة الاغتيالات التي تمارسها الجماعات المتطرفة وكأنها كانت إشارة أو إرهاصة لما سيحدث بعد ذلك من مقتل السادات . 

* في كتابك “نحو ثقافة مغايرة” طرحت مجموعة من التصورات والآليات للخروج من الأزمة الثقافية التي يواجهها الشارع العربي، برأيك هل هناك أزمة حقيقية تعانيها ثقافة النخبة وارتباطها بالشارع؟


 نعم، لأن ثقافة الشارع هي ثقافة تقليدية يغلب عليها الجمود وأخطر من ذلك أن عملية الإقناع بالتشدد التي قامت بها فرق وتيارات متطرفة أثرت في عقول الناس وأصبحوا بطبيعتهم أقرب إلى التطرف والمحافظة وهذا يمثل أزمة حقيقية، وليس أدل على ذلك من أن عدداً من المحامين الذين يفترض فيهم الاستنارة وتخرجوا في مدارس مدنية وكلية الحقوق هم الذين قاموا برفع دعوى قضائية لدى النائب العام لمقاضاة الذين أشرفوا على طباعة ألف ليلة وليلة، والتي طبعتها مطبعة الدولة قبل ذلك خمس مرات بداية من عصر محمد علي والتي كانت الطبعة الأولى التي صححها الشيخ عبد الرحمن الصفطي الشرقاوي عام 1835 وهو أحد علماء الأزهر الأجلاء وله العديد من الكتب المعروفة والمتاحة، ولم يعترض شيخ الأزهر على النوادر التي وردت في ألف ليلة لأن عنده من الموروث ما يجعله يرى الإبقاء على هذه النوادر المتناثرة أمراً مقبولاً .

* في مقدمة كتابك “نقد ثقافة التخلف” قلت إن الفكر لا يرتقي إلا بالاختلاف والحوار والمساءلة، ولكن مع ذلك اختلافك مع الدكتور علاء الأسواني أدى إلى مشكلة كبيرة بينكما؟

أولا ليست لدي مشكلة مع علاء الأسواني، وأفرح له عندما يتلقى تقديرا دوليا، ومع ذلك أرى أنه لا يرتفع في القيمة الأدبية إلى قامة الأدباء الذين في سنه ومن هم أكبر منه، وهذا ما تتجاهله التيارات الغربية التي تفتح له أبواب الشهرة ويصدقها، وليس في هذا افتراء ضده أو معه لأنني لا أستطيع نقديا وبضمير مستريح أن أضع علاء الأسواني في كفة واحدة مع جمال الغيطاني أو صنع الله إبراهيم ومحمد البساطي وغيرهم ممن هم في منزلة أساتذته، أما أن يكون علاء الأسواني بكتبه أشهر من نجيب محفوظ فأقول إن هذا أمر خلل وجلل لا يمكن أن يقبله مثقف يحترم نفسه، فهل في هذا اعتداء على الأستاذ علاء الأسواني وتشكيك في قيمته؟ أما بالنسبة لروايته عمارة يعقوبيان فبرأيي أنها رواية جيدة وشهدت بذلك ولم أنكره على الإطلاق، لكن عندما تعامل الرواية على هذا النحو ويصل الحد به إلى أن يقول إن مجموعته القصصية نيران صديقة عندما تقدم بها إلى الهيئة العامة لقصور الثقافة ورفضها مجموعة من الناس على رأسهم محمد البساطي وأنه لا يريد أن يذكر اسمه حتى لا يشهره فهذا إسفاف وقضاء على أدب الحوار الديموقراطي، لأنه لا يستطيع هو أو غيره أن يقلل من شأن وكتابات البساطي، برغم أنني شخصيا قد أختلف مع البساطي في آرائه لكن الذي لا يمكن أن أختلف فيه أن قيمة البساطي أكبر بكثير جدا من قيمة الأسواني، ورواية شيكاغو على وجه التحديد كتبت بمواصفات خاصة كي تثير لعاب القارئ الأوروبي على هذا العالم الغريب المتخلف الذي هو عالمنا، وهي مكتوبة من نظرة كره شديدة لهذا العالم، فهي رواية رديئة من وجهة نظري كناقد .

* ولكن ما تفسيرك للجوائز العديدة التي حصل عليها؟

هذه الجوائز ليس فيها جائزة واحدة أدبية صرفة، فهو لم يحصل على البوكر أو ما يساويها، مثل بن أوكري صاحب “طريق الجوع” والكاتبة الهندية صاحبة “رب الأشياء الصغيرة”، أو أهداف سويف بروايتها “خارطة الحب” والتي وصلت إلى القائمة القصيرة لجائزة البوكر وهذا في حد ذاته شيء كبير جدا، وجائزة البوكر البريطانية تختلف في المعايير والأسس عن البوكر العربية، فعلاء الأسواني عندما يحصل على جائزة مثل البوكر “أضرب له تعظيم سلام” وأغير رأيي فيه، ولكن أغلب الجوائز التي حصل عليها هي جوائز شرفية أكثر من كونها جوائز أدبية حقيقية، والجائزة الوحيدة العربية هي جائزة باشراحيل والتي ليست في مستوى العويس أو البوكر العربية أو غيرها من الجوائز العربية التي لا يزال عندها قدر من الاحترام .

* وبرغم احترامك لعمارة “يعقوبيان” إلا أنك في مقالك بالأهرام قلت إن أدب علاء الأسواني هو أدب زائف . . لماذا؟

 في مجمله، فلازلت عند رأيي أن يعقوبيان رواية جيدة ولكنها استخدمت استخداما غربيا على نحو يؤكد ما أسميه بنزعة الاستشراق الجديدة .

* وبرأيك لماذا يهاجم الدكتور علاء الأسواني جوائز الدولة ويعتبرها “جوائز فاروق حسني” حسبما قال بالنص؟

هو حر ولكن من هم أفضل منه عشرات المرات حصلوا على جوائز الدولة التقديرية وجائزة مبارك، ولو عددت أسماء الذين حصلوا عليها ووضعت بجانبهم علاء الأسواني لصغرت قامته إلى أبعد حد، لأنني سأقيسه بجمال الغيطاني، بهاء طاهر، إبراهيم أصلان، إبراهيم عبد المجيد، صلاح عبد الصبور وغيرهم، كما أنه يقول إن فاروق حسني يضيف إلى الجائزة أسماء محترمة حتى “يزغلل” أعين الناس، وماذا عن الأغلبية المطلقة من هؤلاء الناس المحترمين، فهل يستطيع فاروق حسني أن يؤثر في أعضاء المجلس الأعلى للثقافة كعائشة راتب ومصطفى سويف، السيد ياسين، مكرم محمد أحمد، خيري شلبي، جمال الغيطاني ومصطفى العبادي، وأن يصوتوا خوفا منه، هذا كلام لا يقوله مختل يريد أن يحارب طواحين الهواء فحسب، ثم إن هذه الجوائز ليست جوائز فاروق حسني هذه جوائز الدولة التقديرية التي تصادف أن يكون فاروق حسني في هذه المرحلة بحكم منصبه كوزير للثقافة يرأس مجلسها الأعلى وبالتالي هي جائزة الذين صوتوا عليها وجائزة الذين شرفوها عندما حصلوا عليها ومنحها لهم أعضاء المجلس الأعلى للثقافة .

* وهل الدكتور جابر عصفور مع استبعاد المثقف العربي عامة والمثقف المصري خاصة من العمل السياسي؟

بالطبع لا، فإذا كانت السياسة في جوهرها عملاً وموقفاً سياسياً فكيف أستبعده، وكل مثقف في نهاية الأمر له موقف سياسي يظهر في كتاباته وهذا الموقف ينبغي أن يتصف بثلاثة شروط: أن يسهم في انتقال مجتمعه من مستوى الضرورة إلى مستوى الحرية، وأن يسهم في تحقيق مصلحة الجماهير، وأن يكون هذا الموقف ضد الاستبداد والفساد وكل ما يسهم في تأخير مسألة التقدم للشعب المصري، ويعني هذا أنه إذا اقتضت الضرورة عليه أن يكون ضد الدولة والحكومة القائمة من دون أن يخاف، كما أن عليه في الوقت نفسه أن يقف ضد أصوات المعارضة حتى لا تنحرف مؤمنا بأن الخطأ خطأ سواء جاء من الحكومة أم المعارضة . 

* اتهمت التراث العربي بأنه يحمل بداخله قيم التخلف لا التقدم . . لماذا؟


التراث العربي ليس كتلة واحدة فهو ممتد من العصر الجاهلي إلى العصر المملوكي ويحتوي على فترات هزائم وفترات انتصار، ويضم بداخله أربعة تيارات على الأقل كالتيار النقلي، والعقلي، والتجريبي، والصوفي، والتيار العقلي ازدهر أيام صعود الدولة الإسلامية والتي انكسر فيها هذا التيار نهائيا بعد محنة ابن رشد، أما التيار النقلي فانتشر أيام الحروب الصليبية من ناحية والغزو الأجنبي للعالم العربي من ناحية أخرى، ومن هنا ظهر المتشددون الذين هم الآباء الشرعيون لكل تيارات التطرف التي ظهرت بعد ذلك، وهناك فيما عدا ذلك تيارات عقلانية نفخر بها ونطالب بإحيائها، منها التيار الذي شجع على وجود ألف ليلة وليلة وغيرها، والمغذي الأساسي لألف ليلة وليلة هي حكايات تقصها شهرزاد كي تنفي تهمة الشر بالطبيعة والإثم بالفطرة عند المرأة، وتؤكد أن المرأة إذا أتيح لها من أسباب التعليم والتربية السليمة فإنها تستطيع أن تتفوق على الرجل علما وخبرة وذكاء ولهذا انتصرت شهرزاد بعلمها وذكائها على الملك شهريار الغاصب المستبد، ونحن مع التراث العقلاني والصوفي والعلمي والتجريبي الموجود في التراث العربي .

* هذا بالنسبة للتراث العربي فماذا عن الثقافة المصرية التي قلت عنها “إن عينيها في قفاها”؟

عندما تتقدم الثقافة المصرية العامة وتقيس كل شيء لكي تقبله على الماضي فهي ثقافة تمضي وعيناها في “قفاها” لأنها لا تقبل شيئا إلا بالقياس على الماضي، فإذا كان له شبيه من الماضي تقبله وإذا لم يكن ترفضه، يجعلها هذا في مجملها وعمومها وأدوات إنتاجها ثقافة تمضي وعيناها في قفاها .

* وماذا عن حال النقد الأدبي الآن؟

عنصر القيمة يغيب الآن عن النقد، ومن هنا لا يستطيع النقاد أن يحكموا على العمل الأدبي متوسط أو متدني القيمة بالحكم الصحيح، وأثق أن كثيرين من الذين رأوا في عمارة يعقوبيان مثلي عملا جيدا لا يجرؤون على أن يقولوا إن شيكاغو عمل رديء، هذه هي المأساة، فينبغي أن يكون النقد شجاعا وصريحا وحاسما وأن نسترجع التراث الليبرالي العظيم الذي كان يجعل من طه حسين قادرا على أن يسفه شعر شوقي عندما كان شوقي لا يصل إلى المستوى الذي كان يريده طه حسين، وأذكر جيدا عندما أصدر صلاح عبد الصبور ديوانه “الناس في بلادي” كتب لويس عوض وقتها مقالا في تمجيد هذا الديوان، ولكن عندما أصدر عبد الصبور ديوانه الثاني “أقول لكم” سفه لويس عوض هذا الديوان وقال إنه كان بمثابة إحباط وخيبة أمل له لأنه كان ينتظر أن يمضي صلاح عبد الصبور إلى الأمام ورأى أن ديوان “أقول لكم” انتكاسة عن “الناس في بلادي” .

* البعض ومنهم الدكتور صلاح فضل يرى أن مقولة “نحن نعيش الآن زمن الرواية” تمثل مغالطة كبيرة . . فبماذا ترد عليهم؟

أقول إن المغالطة هي في عقل الدكتور صلاح فضل لأن كلمة زمن الرواية لا تعني إقصاء كل الأنواع الأدبية الأخرى، لأني لا أستبدل تراثا قمعيا بتراث قمعي آخر، فزمن الرواية يعني أن الرواية أصبحت بارزة في الحضور والتوزيع، وأيضا انتشار كل فنون السرد، فعندما نقول إننا نعيش زمن الرواية فهذا مجاز يدل على أن القصة القصيرة والتمثيلية الإذاعية والتلفزيونية والفيلم السينمائي تزدهر لأنها مبنية على قص، وهذا لا ينفي الشعر ولا يقلل من قيمته، بالتالي نؤكد زمن الإبداع بوجه عام، ولكن مع التركيز في جانب بعينه هو جانب الرواية أو القص .


صدام كمال الدين
شاركه على جوجل بلس

عن صدام كمال الدين

    تعليقات بلوجر
    تعليقات فيسبوك

0 التعليقات:

إرسال تعليق