
أن تتأمل ظاهرة موجودة فى مصر وقليلة التكرار فى الدول الأخرى ، أن تجد العديد من الكبارى العلوية وأسفلها وكر للمنحرفين ومدمنى المخدرات أو تقضى فيها الناس حاجتها ، ولكن أن تخلق من هذه التشوهات والعاهات مركزا يشع ثقافة وفن وإبداع ، إنها تشبه فى كثيرمن وجوهها المعجزة .
محمد عبد المنعم الصاوى علاقته بالكبارى بدأت منذ الصغر عندما يمارس هوايته المحببة الجرى فى ميدان الخيل بنادى الجزيرة ، وبعد تخرجه من الجامعة حيث درس فى قسم العمارة بكلية الفنون الجميلة وخاصة بعد إنشاء كوبرى 6 أكتوبر حيث تأمل الموقف ولاحظ أن البلد فقيرة فى صالات الألعاب الرياضية والتى يسمونها مجازا بالصالات المقفلة وأثناء المكان راوده إحساس بأنه من الممكن أن يستفيد منه بإنشاء عشر صالات رياضية وأقترح على الدكتور عبد المنعم عمارة أن ينشئ أسفل الكوبرى مسرح وقاعة للعرض وهى قاعة الحكمة الآن ولكنه ترك منصبه بعد قليل ، وكمعمارى يعلم أن السقف أهم شئ فى المبنى وهو ماتوفر فى جسم الكوبرى وأيضا به عزل جيد ليتحمل ثقل السيارات التى من فوقه وبعد الدكتور عمارة جاء الدكتور عبد الرحيم شحاتة والذى وافق على المشروع ولم يطلب سوى تجليد النفق برخام كرارة أبيض ‘ ليبدأ العمل فى واحد من أهم المشروعات الثقافية فى مصر .
المصرى اليوم استضافة المهندس محمد عبد المنعم الصاوى وكان لها معه هذا الحوار :
* ما هو سر تسمية المكان بالساقية ؟
لوالدى خماسية بعنوان الساقية تضم بداخلها خمسة أقسام الأول يسمى بالضحية والثانى الرحيل والثالث النصيب والرابع التوبة والخامس الحساب والذى لم يكتب منه إلا المقدمة وهذة فى مجموعها تكون خماسية الساقية،وأما سر التسمية فهى أن فكرتى لم تكن تقليدية وبالتالى لايجوز أن يكون أسمها تقليدى ودعنى أذكر حقيقة وهى أن عبد المنعم الصاوى فرض وليس أختيار بالنسبة لى بمعنى بمعنى يجب أن أنتمى لوالدى بأى شكل لأنه من علمنى فكرة أن اثقافة شئ هام جدا ومن خلال تعاملى المباشر معه مقتنع تماما أنه كان صادقا جدا فى رسالة الثقافة والتنوير وحرية التعبير ولذلك أثناء تفكيرى فى أسم للساقية كان لابد وأن تنسب إليه بأى شكل من الأشكال فقلت أطلق عليها " مركز عبد المنعم الصاوى الثقافى " أو " قاعة عبد المنعم الصاوى الثقافية " فوجدت أنها تقليدية جدا ففكرت كثيرا حتى أستقريت على الساقية ولكن كما قلت سابقا كانت لابد وأن تنسب لوالدى فأطلقت عليها ساقية الصاوى .
لوالدى خماسية بعنوان الساقية تضم بداخلها خمسة أقسام الأول يسمى بالضحية والثانى الرحيل والثالث النصيب والرابع التوبة والخامس الحساب والذى لم يكتب منه إلا المقدمة وهذة فى مجموعها تكون خماسية الساقية،وأما سر التسمية فهى أن فكرتى لم تكن تقليدية وبالتالى لايجوز أن يكون أسمها تقليدى ودعنى أذكر حقيقة وهى أن عبد المنعم الصاوى فرض وليس أختيار بالنسبة لى بمعنى بمعنى يجب أن أنتمى لوالدى بأى شكل لأنه من علمنى فكرة أن اثقافة شئ هام جدا ومن خلال تعاملى المباشر معه مقتنع تماما أنه كان صادقا جدا فى رسالة الثقافة والتنوير وحرية التعبير ولذلك أثناء تفكيرى فى أسم للساقية كان لابد وأن تنسب إليه بأى شكل من الأشكال فقلت أطلق عليها " مركز عبد المنعم الصاوى الثقافى " أو " قاعة عبد المنعم الصاوى الثقافية " فوجدت أنها تقليدية جدا ففكرت كثيرا حتى أستقريت على الساقية ولكن كما قلت سابقا كانت لابد وأن تنسب لوالدى فأطلقت عليها ساقية الصاوى .
* وما دلالتها ؟
العديد من الناس نظر إليها على أنها من العطاء وتدور بشكل متصل وتدل أيضا على الخير فالفكر والثقافة خير وبهم دائما تتجدد احياة فوجدت السالة وصلت لكثير من الناس وبعض منهم قال لى ( أنت مجنون الأسم غريب ولن يعرفه أو يستعمله أى شخص ) ولكن بعد أن أثبتت الفكرة نجاحها ووجدت أولاد فى سن الجامعة بيكلموا بعض ( أنا فى الساقية.. أنت فين ).
* ولكن فى الأساس الفكرة هل كانت قاصرة على مسرح فقط ؟
فى البداية تفكيرى كان فى قاعة واحدة وهى قاعة الحكمة ويوجد بها الآن مسرح وندوات الموسيقى وإلى جانبها مكتبة لأنه لايجوز ألا يكون أساس هذا المكان الكتاب .
* وما الصعوبات والمشكلات التى واجهتك فى البداية ؟
فى البداية عرضت الموضوع على الدكتور عبد الرحيم شحاتة بهذة الصيغة ( تسمحلى حضرتك أنظف هذا المكان لأنه أكيد عبئ على المحافظ أن يوجد مكان بهذة الكآبة ) ولم يمانع ولكن الصعوبات جاءت من الجهات المنفذة –فمثلا الكهرباء أخبرونى أنه لايوجد فى الزمالك حمل يكفى للساقية ولذلك يجب إنشاء محطة كهرباء خاصة بنا ، وأيضا الصرف الصحى ممنوع أسفل الكوبرى فعملنا " بيارة " حتى لا ترشح فى الأرض وخط صرف يمر من أسفل الكوبرى إلى محطة الصرف العمومية فى الناحية الاخرى من النيل .
* يوجد العديد من الاماكن فى البلد مثل ساقية الصاوى والتى تملأها الزبالة والمخلفات . فلماذا لا تجدد الدعوة فى أن يقتدى الآخرون بالساقية وأن تتوسع أكثر ؟
بالفعل بدأت فى كتابة كتاب عبارة عن مرشد لطريقة عمل مركز ثقافى كالساقية أحاول أن أضع فيه كل خبرتى وتجربتى ليستفيد منها الآخرون فى هذا المجال ‘ وتحدثت كثيرا أن مثلى الأعلى ماكدونالدز ومثلما يوجد له سبعون ألف فرع فى العالم أتمنى أن يكون فى مصر 200ساقية ولا أريد أن أكون المسؤل عنهم ولكن من الممكن أن أعطى المعلومات والنصيحة والخبر ة ، ولا يوجد لدى مانع أن أساندهم فى السنة الأولى بمطبوعات أو مدير لمد ستة أشهر .
* وما الذى يمنع أن يكون للساقية عدة فروع ؟
لو الآخرين سيستخدموا نفس التسمية فهذا شئ يشرفنى وأريد من الآخرين أن يخوضوا التجربة ليعمم هذا كسلوك حضارى وأيضا لإتاحة الفرصة للتنافس فربما يظهر من يكون أفضل مننا .
* نعود مرة أخرى للدكتور عبد الرحيم شحاتة ؟
فى أفتتاح الساقية رد على سؤال لاحد الصفيين عندما سأله ( بعض الناس توقعوا أن ترفض ولكنك وافقت فلماذا ) فأجابته كانت جميلة جدا فالمشروع أسمه ساقية الصاوى وأنا ضعيف جدا أمام أسم عبد المنعم الصاوى ‘ ووالدى كان قد توفى منذ عشرين عاما فتخيل أن يوجد شخص وفى بهذا الشكل .
* وماذا عن الأجراءات ؟
الاتفاق فى البداية كان بسيط وهو تجليد الرخام وأصبح معنا عقد مع أملاك الدولة وينقصنا كهرباء وماء وصرف صحى وأعتماد من الجهات الأمنية الرقابية المختلفة وكل جهة تسأل ماذا ستقدموا ؟ او نريد أن نرى البرنامج مسبقا ، أما الجزء الأصعب فكان إنهاء الكوبرى الواصل بين الزمالك وشاطئ النيل وهو الكوبرى المعدنى فكان رد المسئولين لا يوجد مايسمى بكوبرى قطاع خاص ويجب أن تنشأه الدولة ولكن من فضل ربنا أن الناس كانت متحمسة للفكرة وخاصة الدكتور وزير الذى شجع على إقامة قاعة النهر وقال أريد أن أراها بنفسى وأصبحت المهمة أسهل لوجود نموذج حى وملموس .
* كيف كانت بداية العروض بالساقية ؟
عندما كنا نحاول إستضافة الفنانين فى الساقية كان ردهم تحت الكوبرى وبعضهم كان يحرج حتى نجحنا فى إستضافة الفنان نصير شمة والذى أذكره دائما بالخير تحمس للمكان وأقام عرضه به رغم أننا لم نكن أنهينا تشطيب المكان بعد فأثناء العزف كان من الممكن أن تسمع أصوات السيارات التى تعبر من فوق الكوبرى، وظل الحال هكذا حتى نجحنا فى استضافة عمر خيرت حتى أنه لم يجرؤ أى شخص بعد ذلك ان يقول تحت الكوبرى ، والحقيقة أننى عندما عرضت عليه استضافته لم يطلب سوى شئ واحد هو أن يطمئن على الصوت وقال سأرسل مهندس صوت لأننى لا أستطيع أن أعزف والصوت مشوش، أما نصير فنقل صورة جميلة للمكان لكل من صادفه لدرجة أننى قابلت بعض التونسيين فى الساقية والذين أخبرونى أنهم حضروا لرؤية الساقية بعدما أثار نصير شمة شغفهم بوصفه للسلقية والعروض التى تقدم على مسارحها ، أما الشباب فوجدوا مكان لايطلب منهم تقديم سيرة ذاتية أو سابقة أعماهم أما أنا فكان عندى رؤية مختلفة فمن لم يكن لديه سابقة أعمال وموهوب ماذا يفعل فلابد أن يعطيهم شخص ما فرصة للعمل حتى يكون لديهم أرشيف ولذلك تم تكوين لجنة تطلب من المتقدمين أن يقدموا جزء من عرضهم ولا يتم رفض أى عمل إلا إذا وصل لحد البشاعة فتنصحه اللجنة بأن يذهب ليتدرب ويتمرن أكثر ويعود مرة أخرى لأن الشباب يحتاج إلى نوافذ يكتشف من خلالها مواهبه، وبعد قليل وجدنا العديد من الفرق الموهوبة التى تكونت وخاصة دارسى الموسيقى والاكادميين .
* المواقع الرسمية الثقافية كانت تنظر بعين الترقب للتجربة وهل ستنجح أم لا ولو نجحت هل سيكونوا منافسين أم متعاونين . كيف أصبح تطور هذه الصيغة ؟
من البداية كنت حريص على التأكيد أننا لسنا وحدة تجارية وخلال أحاديثى الصحفية كنت أنفى المنافسة وأذكر أن كل المؤسسات الثقافية الرسمية وغير الرسمية لم تقدم 10% من المفترض تقديمه فى هذه البلد خاصة القاهرة ذات ال15 مليون والتى تعتبر دولة قاءمة بذاتها يجب أن يوجد بها 300 وحدة ثقافية تعمل طوال ال24 ساعة .
* كنت قد ذكرت أن الولايات المتحدة نشاط المؤسسات الثقافية الأهلية بها 90% ىمن نشاط الدولة ؟
الحكومات بدأت بسحجب أيديها من الأنشطة الثقافية فى كل دول العالم لأن الجهات الأهلية أحست بأهمية الثقافة فى تكوين الشعوب وتثبيتها وتحسين أحوالها ، أما الحكومات فيجب أن تقوم بالمشروعات العملاقة التى تفوق طاقة المؤسسات الأهلية ‘ أما الخدمة العادية فتعود للناس .
* كيف كان تتابع ظهور الأنشطة على مسارح الساقية ؟
الموسيقى والغناء هى الجاذبة للاذن وأيضا الفنون التشكيلة لها رواد يحبوا مشاهدتها وأذكر فى البداية أن التراب كان ينزل على اللوحات وأصحابها يغضبون ويهموا بالانصراف بلوحاتهم لولا حرصنا على أن يكمل المعرض دورته " بالفعل لقد كانت البداية قاسية " .
* وماذا عن الأعمال السياسية ؟
نتعامل مع السياسة بحدود حيث نفتح المجال لحوارات مختلفة ونقيم ندوات سياسية ولكننا لا نتورط وعندما أقدم شئ من هذا القبيل أقول أننا مختلفون فى وجهات النظر والآراء والمفاهيم وكل هذا فى تقديرى مفيد وصحى جدا إنما لن يحدث فى قاعات العرض بالساقية أى تجريح أو إساءة لاى شخص سواء كان من المسئولين أو غيرهم نحن نناقش سياسات وفكر ولا نبحث عن تهم .
* لماذا لم تعد تستضيف أحمد فؤاد نجم فى الفترة الأخيرة ؟
نجم عنده تجاوزات لفظية أتحفظ عليها وخاصة فى حضور السيدات حيث لا يجوز التفوه بهذة الالفاظ ولقد استضفته كثيرا لكن مؤخرا قلت له لا تحرجنى لاننى أحبك والناس أيضا وفى الحقيقة هو شاعر ملهم جدا ولكن ليس لديه خطوط حمراء وأحاول أن أكون واقعى ومنطقى مع نفسى نحن فى مصر تجربتنا مع الحرية والديموقراطية هشة وليست عميقة ‘ والذى يزعم أن مصر دولة ديموقراطية ومستقرة ليس حقيقى ويجب أن يكون لدينا طموح لنصل إلى ذلك ولا أتمنى أن يكون الثمن دموى وكمثال ممكن نقول غدا سيكون عندنا ديموقراطية ويخرج مائة ألف يموتوا وعوضا عن ذلك من الممكن أن يكون ثمن الحرية طويل المدى بإصرار الجمهور بالتعبير عن انفسهم بشكل أقل دموية .
* هل للابداع حدود فى الساقية ؟
للابداع حدوده التى تتماشى مع مع العملية الابداعية وعرف المجتمع ‘ وفى لقاء النكتة بالساقية شخص قال " مرة حسنى مبارك . . " فقاطعته على الفور وأخبرته أننى بأننى لاأريد أن أسمعها وبمعنى آخر مسرحى محترم ومتمرد يناقش سياسة ولكنه ليس كباريها سياسيا وبلا إساءة وليس تجاريا يبيع لمن يشترى .
* إعلانات الساقية منتشرة فى كل مكان ومطبوعاتها فاخرة . هل يسعفك دخل الساقية على هذه الطباعة ؟
بالفعل الناس بتحسدنا على إعلانات الشوارع فشركة العالمية للنشر التى امتلكها تخصص مائة موقع فى الشوارع لإعلانات الساقية عليها أنشطة التى تقام بها بالاضافة الى هذا تساهم فى الطباعة والتجهيزات وهناك أيضا رعاة أخرون مثل موبينيل والمهندس نجيب ساويرس من المؤمنيين جدا بالساقية وايضا البنك العربى الافريقى وجهينة هؤلاء هم الرعاة الدائمون وكل مطبوعة مكتوب عليها الرعاة ولا توجد عندنا أسرار فى الساقية فمنهجنا مقرؤ جدا وشفاف وواضح وعندما نرفض أى عمل فلدينا أسبابنا ومبرراتنا الواضحة ، وإلى جانب الرعاة السابقون هناك بعض الشركات التى تدخل وتخرج لفترات زمنية قصيرة وهناك أيضا مصدر مهم جدا رغم بساطته وهو تذكرة دخول الحفلات وفى أحيان كثيرة تغطى تكلفة الحفلة ونتميز بغزارة الإنتاج حيث نقيم فى اليوم الواحد حدثين او ثلاثة ليكون العجز السنوى من 800 الف لمليون جنيه فلو وجدنا راعى بمليون جنيه سنصل لمرحلة تغطية المصروفات .
* من الذى يحدد جدول أو برنامج العروض بالساقية ؟
المسئول عن هذا المدير العام والمعاونين له ويجهزوا العروض قبل شهرين من وقت العرض بحيث يجمعوا الفرق التى ستشارك كما نطلب ناس بعينهم مثل عمر خيرت .
* بمناسبة مئوية الفنون الجميلة توقعنا أن تفتتح أكثر من معرض ؟
خاصة وأنا خريج فنون جميلة وسأحاول بعد الصيف أن أفتتح معرضا خاصا بالفنون الجميلة ومن المشروعات التى تقدمت بها لمحافظ القاهرة الحالى وأتمنى أن يوافق عليها بأن تكون الزمالك جزيرة للفنون أولا لأن بها فنون جميلة وتربية فنية وفنون تطبيقية ومكتبة القاهرة ودار الاوبرا وقاعات عرض ليس لها حدوح ومكتب وزير الثقافة نفسه ومنشآت ذات قيمة أثرية من أول مبنى ماريوت الذى كان قصرا فيما سبق والحقيقة أن هذه فكرة والدى الذى كنت أسمعه يقول ( أتمنى أن أعمل متحف والناس تركب مركب وتلف حول الزمالك وترى قطاعات مختلفة من مراحل التاريخ المصرى ) ‘ ومشروعى عبارة عن سلوك عام داخل هذه الجزيرة مختلف عن كل البلد ويصلح أن يكون نموذج يعمم بحيث توجد سلال للقمامة صالحة للاستخدام وإرشادات جيدة لما يحتاجه الناس من خدمات داخلها كمواعيد الحفلات وأماكن عرضها مثلما يحدث فى فيينا حيث يقابلك أشخاص يرتدون باروكة موتسارت ومعهم كتالوج يضم أماكن ومواعيد وتذاكر الحفلات .
* ما طبيعة الدعم الذى تقدمه للفرق المسرحية الشابة ؟
فى الساقية لدينا منطق المشاركة مع الفرق سواء كانت موسيقية أو مسرحية فالفرقة تدخل شريك مع الساقية التى توفر المكان ومعدات الصوت والاضاءة والاعلانات وشركاء ب 50% من إيراد التذاكر ‘ وتشجيعا للفرق الشابة الساقية تقوم بعمل مسابقة ب30الف جنيه تقسم مابين عشرة ، وثمانية ، وستة ، . . الاف ندفعهم مشروطين لانتاج عمل جديد بنص ورؤية إخراجية جديدة ، ونحن الآن ننشر أعمال عبد المنعم الصاوى وبعدها نبدأ فى فتح باب النشر للشباب واؤكد اننى مهتم جدا باللغة .
* ما طبيعة التنسيق بين الساقية ووزارة الثقافة ؟
لا توجد اتفاقيات مكتوبة ولكن شفهية وكان هناك خطة مشروع مشترك مع صندوق التنمية ولم يكتمل وعرضت الوزارة أن تساعدنا ماديا فرفضت وطلبت أن تقدم فرق الوزارة عروضا بالساقية على أن تكون الإيرادات من نصيب الساقية .
* رفضت فى البداية أن تعيش فى جلباب ابيك رغم أنه كان متميزا وزيرا . . ومبدعا . . وإنسانا . فلماذا لم تسلك مسلكه ؟
والدى معلمى وقدوتى وقبل وفاته أوصانى بأن أكمل كتاب الحساب من الخماسية لانه كان عنده احساس بانه لن يكمل كتابته ولم ينعكس عليه هذا بتراجع فى الهمة أو كسل وتوفى فى 1984 فى العراق ووالدتى كانت معه أثناء حدث سياسى مرتبط بالقضية الفلسطينية واليوم الذى توفى فيه كان قد القى خطاب وفى الساعة الثانية بعد منتصف الليل ايقظ والدتى من النوم وقال لها أطلبى الدكتور ووقتها تأكدت أن حالته فى منتهى الخطورة لانه لم يكن يشكو أبدا ودخل المستشفى وبعد عدة محاولات لانعاش القلب توفى .
أما علاقتى بالفن فبدأت منذ كنت صغيرا أذهب الى الاوبرا القديمة قبل الحريق مع والدى بالبدلة الشورت ، وأيضا مسرح العرائس وكنت من اوائل المنضمين لمسرح العرائس بالمدرسة الالمانية بعد انشائه ‘ وفى الساقية يوجد مسرح للعرائس خاصة ولدى خبرة طويلة فى هذا المجال ، واول مرة مارست الكتابة عندما كنت طفلا حيث كان فى نص يحتاج لبعض الاغنيات فعرضوا الامر على شخص متخصص ليكتبها فطلب خمسمائة جنيه فى مقابل كتابة اربع اغانى وفى هذا الوقت المسرحية ككل لم تكن تتكلف هذ المبلغ فوضعت النص امامى وبدات اكتب وعرضت ماكتبته على زملائى الذين أشادوا بما كتبته والسيدة عائشة صبرى عميدة معهد الموسيقى بالزمالك وصديقة لوالدى ووالدتى لنتهم على البيانو وفى السنوات التى تلتها كنت اكتب سنويا مسرحية لفرقة عرائس المدرسة الالمانية ، واذكر اننى كتبت مسرحية من وحى فرعونى اسمها ايزيس ال238 وكان الاسطورة متجددة والصراع بين الخير والشر مستمر ولا يتوقف والنتيجة التى تنتهى اليها المسرحية ان الانسان الطيب الذى يريد الخير فى الدنيا عليه ان يكون فى معسكر الخيرين وفى مواجهة معسكر الاشرار والذى سيسود فى النهاية من يستقطب العدد الاكبر من الاتباع، لكن التجربة لم تستمر وانقطعت لانه كان لدى طموح بان اكون عالما فى مجال الطاقة ومجموعى فى الثانوية العامة كان سيجعلنى اذهب الى الاسكندرية وبالتالى ابتعد عن العرائس فقررت ان ادخل كلية الفنون الجميلة بالقاهرة لاظل بجانب العرائس وبعد التخرج اكتشفت ان اختيارى كان موفقا .
أما والدى فتابع كتاباتى وشجعنى عليها واحد اهم الدروس التى تعلمتها منه اثناء كتابتى احدى المسرحيات فاخبرته باننى لدى فكرة جملية لكنى اريد تأجيلها لاضعها فى مسرحية اخرى فقال لى لوفكرت بهذا المفهوم ستفلس وتذكر ان الافكار لاتنتهى ولكن حرصنا عليها يجعلها تهرب لذلك احاول عمل الاشياء على افضل وجه واضع فيها خلاصة فكرى وقدراتى وكان مسرور جدا بمسرحياتى ويحضر عروضها وفى اخر مراحل حياته اوصانى بتكملة كتاب الحساب .
ودور والدى دائما كان فى تكوين الشخصية بطريقة صحيحة ،وأذكر دائما أن أسوأ مفى مناهج التربية المصرية كلمة ( أسكت ياواد ماتتكلمش ) أما والدى فكلمة مارأيك دائما كانت على لسانه مع الجميع سواء أطفال أم كبار ولا أنكر أنى أعيش فى جلباب أبى ومستمتع بهذا جدا .
* هل كان والدك يأخذ رأيك فى كتاباته ؟
أذكر فى أحيانا كثيرة أنه كان يوقظنى وأخى عبد المنعم ليأخذ رأينا فى بعض كتاباته ‘ولأننى مستمع جيد كان يوقظنى كثيرا ، وعندما أصبح وزيرا للثقافة والإعلام كنت مازلت فى المرحلة الجامعية ولا أنكر أن الوزارة شكل مميز وأضخم وألمع لكن والدى كان دائم الانشغال حتى قبل توليه الوزارة فكان رئيس مجلس إدارة دار التحرير ( الجمهورية ) ووكيل مجلس الشعب ‘ وأثناء توليه منصب الوزارة لم يكتب سطرا واحدا فتوليه الوزارة جاء على حساب إبداعه وأعتز بأنى أخذت منه المبادئ وأن أكون عادلا وبجانب الحق دائما .
* ماذا أخذت من عبد المنعم الصاوى فى الساقية ؟
أخذت منه النواحى الادارية فعند تعاملى مع أى مجموعة أكون مسئولا عنها القواعد تطبق على الجميع ولا يوجد مايسمى بفلان دمه خفيف أو أن حالته سيئة فلو أستثنيت أى شخص فهذا ظلم للآخرين وعدوان على حق من حقوقهم .
* ماذا قدمت الساقية بمناسبة مرور 60 عاما على النكبة ؟
للاسف لم نقدم أعمالا عن النكبة ، وأعترض على من يقول أن فلسطين ضاعت للابد فهذا ليس صحيحا ، فالعرب ظلوا بالاندلس لمدة 700سنة ورغم ذلك طردوا منها ، ومرور 60 عاما لا يعنى أن فلسطين ذهبت بلا عودة ولكن من الممكن ان تعود بنفس الطريقة التى أخذت بها فاليهود فى بداية أحتلالهم لها وضعوا خطة لمائة عام قادمة .
* ماذا تعنى بتحديد الساقية لعام 2007 بعام الحقوق و2008 للعقول ؟
تعنى بأن هذا العام محور للقائات منظمة من قبل الساقية فعام 2006 تم تحديده للغة العربية بكل مايتعلق بها و2007 للحقوق من أول حقوق الطفل حتى قبل ان يولد وحق أختيار الزوجة الصالحة قبل ان تصبح أم لان هذا جزء من حقوق الطفل وأيضا الحقوق السياسية والفكرية وحقوق الملكية ‘ والاجرائات التى نتبعها كل أسبوع على الاقل يكون لقاء متعلق بهذا النشاط ففى اللغة العربية قمنا بالقاء دروس ومازالت مستمرة حتى اليوم ومجانية لتعليم اللغة .
صدام كمال الدين
0 التعليقات:
إرسال تعليق