دريد لحام. . هو بالتأكيد علامة من علامات الفن العربى ، لذلك حين اختاره مهرجان الإعلام العربى للتكريم فوجئ الجميع بعدم حضوره ، وهو ما جعل البعض يتصور أنه موقف اتخذه دريد من مهرجان مصر إلا أنهم فوجئوا بحضوره مهرجان القاهرة السينمائى الدولى ، وقال : إن تكريم مهرجان الإعلام العربى شرف يعتز به ، لكن عدم حضوره له أسباب تخص المهرجان أكثر مما تخصه هو .
على هامش مهرجان القاهرة السينمائى التقيناه وبادرناه بالسؤال عن سبب اعتذاره عن التكريم فى مهرجان الإعلام العربى فقال :
لم أعتذر ، بل على العكس هذا التكريم شرف وفخر لى ، ولكنهم أبلغونى بهذا الموضوع قبل أسبوع واحد من افتتاح المهرجان ، وكان لدى الكثير من الارتباطات ، خاصة أننى أصور حاليا فيلما سينمائيا بعنوان " سلينا " ، ولذلك هذا الوقت لم يكن كافيا كى أرتب أمورى أو أغير ظروف مواعيدى ، فاعتذرت بسبب أمور أخرى ولم أعتذر عن التكريم وأحب أن أشكر مهرجان الإعلام العربى على هذا التكريم .
* ذكر البعض أن دريد لحام فى مهرجان دمشق أصر على منح جائزة أفضل فيلم للسورى " أيام الضجر" بدلا من خلطة فوزية المصرى ؟
خمسة رشحوا أيام الضجر وأربعة رشحوا خلطة فوزية ، وبالتالى يربح أيام الضجر ، ولا أتعصب لعمل لأنه سورى أو غير سورى ، وإنما أتعصب للعمل الأفضل وكل ما قيل عن هذا الموضوع هو مجرد كذب ، وافتراء حقير ، وعندما نسبوا هذه المعلومات قالوا تردد فى كواليس المهرجان ، ولم يذكروا من هو عضو اللجنة الذى قال هذا الكلام ، ولكن هى مجرد اشاعات وأكاذيب افتروها ولنفترض أنه تقدمت عشرة أعمال للجنة التحكيم وربح عمل منهم فيرضى صاحب هذا العمل ، ويغضب التسعة الآخرون وهكذا المسألة .
* كيف ترى مهرجان القاهرة السينمائى هذا العام ؟
لا شك أن مهرجان القاهرة بعمر 32 سنة يزداد أهمية عاما بعد الآخر ، وتزداد دائرة الاهتمام به من العرب والأجانب ووجود هذا الكم من النجوم الأمريكيين وغيرهم دليل على إحساسهم بمدى أهمية هذا المهرجان ، وأيضا حسن الاستقبالوالضيافة وباعتقادى أنهم سيكونون رسلا جيدين فى الحديث عن مصر والعالم العربى ومهرجان القاهرة هو أبو المهرجانات العربية كلها لأنها أتت من بعده ، وطبعا ليست بأهمية مهرجان القاهرة إطلاقا .
*وما النقد الذى يمكن توجيهه لمهرجان القاهرة السينمائى ؟
بشكل عام يجب أن يكون هناك تنسيق بين مهرجان القاهرة والمهرجانات الأخرى فى مسألى التوقيت لأن المهرجانات كلها أصبحت تقام فى شهر واحد ، وهو ما يضطر الضيوف لأن يركضوا من مهرجان لأخر ، فبدأ مهرجان أبو ظبى ثم دمشق ثم إلى القاهرة ، ويجب أن تتوزع على السنة كلها وليس شهر واحد ، لأن هذا يؤدى إلى إرباك ، وأنا صديق لمهرجان القاهرة منذ أيام سعد الدين وهبة وعلى الأقل حضرت نصف دوراته ، ويزداد أهمية عاما بعد الآخر ، والشئ الوحيد الذى لفت نظرى هذا العام هو دعوة الممثلين الأتراك الذين لم أكن أفضل تواجدهم كثيرا هذا العام .
*وما جديد الفنان دريد لحام من أعمال فنية ؟
أصور الآن فيلم سلينا وهو مأخوذ عن مسرحية لبنانية للأخوين رحبانى اسمها " هالة والملك " ، وكنا قد بدأنا التصوير ، ولكننا توقفنا لعدة أيام لحضور مهرجان القاهرة .
* ما سر ابتعادك عن المسرح طوال هذه الفترة ؟ وهل يمكن أن نرى لك أعمالا مسرحية قريبا ؟
كنت سأقدم مسرحية " عاش لب البطيخ " واعتذرت عنها بسبب فيلم سلينا ، وابتعدت عن المسرح لأننى مسرحى ملتزم بقضايا المواطن العربى وصار عندى احساس كأننى أنفخ فى قربة مثقوبة ، والفن لا يستطيع أن يحدث أى أثر أو تغيير للأفضل ، ولكن العكس هو ما يحدث فالتغيير يذهب نحو الأسوأ ، وهذا أدى إلى نوع من الاحباط مما أدى إلى أن نبتعد عن المسرح .
* كان هناك حلم أو مشروع يجمعك وعادل إمام وهو " وطن فى السما " أين وصل هذا الحلم ؟
هذا حلم قديم من سنة 1986 عندما طرحنا هذا الموضوع مع الأستاذ عادل بمهرجان قرطاج بتونس وعرض وقتها فيلم الحدود ، الأستاذ عادل أبدى إعجابه بالفيلم وقتها وأن نقوم بعمل مماثل معا ، ووقتها كانت فكرة وطن فى السما ، ولكن مازالت حلما لم نخطوا أى خطوة نحو تحقيقها .
* وهل يمكن تحقيق هذا الحلم فى الوقت القريب ؟
طبعا ، فبالنأكيد عند التصميم يستطيع الشخص أن يحقق كل أحلامه .
* برغم اهتمامك بقضية المقاومة أننا لم نر لك عملا تليفزيونيا أو سينمائيا يعالج هذه القضية ؟
عالجت هذه القضايا فى برنامج توك شو على قناة المنار ، أما التعبير عن المقاومة فأعتقد أن هذا يلزمه زمن طويل ، وأفضل ما يعبر عن المقاومة الآن فهو الأفلام التسجيلية وليس الأعمال الدرامية ، فالحرب العالمية الثانية لم ينتجوا أفلاما عنها أثناء اشتعالها ، وغنما بعد أن انتهت بحوالى عشر سنوات بدأنا نرى أعمالىتجسدها ولأن مثل هذه الأعمال يلزمها وقت طويل وإعداد كبير حتى نكون صادقين فى التعبير عن المقاومة ، التى برأيى هى ظاهرة شريفة .
* هل يمكن أن نرى لك قريبا عمل عن الأطفال ؟
ليس للأطفال ، ولكن للعائلة ، إنما أبطاله من الأطفال باعتبار أنهم حجر الأساس فى أى عائلة وعندى فكرة حول عمل جديد يكون أبطاله أطفالا يتحدث عن العنف العائلى .
* كلنا نعلم اهتماماتك السياسية ، فهل أنت متفائل بفوز أوباما ؟
إطلاقا ، والمشكلة أن العرب يعتمدون دائما على فوز فلان أو علان ، ويأتى كل رئيس أمريكى أنحس من الذى سبقه وإذا لم يعتمد العرب على قوتهم الذاتية ، فلا يوجد حل آخر فالعرب الآن قوة كبيرة اقتصاديا وبشريا ولو استطاعوا أن يوحدوا قوتهم لغيروا قرارات عالمية ، ويكفى أن ننظر الآن لما يحدث فى غزة من حصار والقتل المتعمد للفلسطينيين والعالم العربى بكل قوته وجبروته لا يفعل شيئا ولا يستطيع أن يؤثر بشئ ، وقبل أوباما حلمنا كثيرا بكلينتون وبوش والعرب ينتظرون انتخاب رئيس أمريكى جديد ليغير من سياسة أمريكا تجاههم كأنهم لا يعلمون أن أمريكا إلى جانب إسرائيل على طول الخط ، ولن تكون إلى جانبهم إلا إذا كانوا يقفون إلى جانب أنفسهم .
صدام كمال الدين
28/11/2008
0 التعليقات:
إرسال تعليق