عابد فهد: لا يوجد فى الواقع المحيط بنا ما يشجع على الكوميديا

الأمير حسن أشبه بشجرة زرعت بجبل العرب وعصفت بها الرياح



تألق النجم السورى عابد فهد فى العديد من الأعمال التى أمتعنا بها وخاصة الاعمال التاريخية كالحجاج ، الزير سالم ، بيبرس وغيرها الكثير ، ورغم المساحة الصغيرة وعدد المشاهد القليلة التى يظهر بها فى مسلسل أسمهان إلا أنه استطاع أن يترك أثرا كبيرا لدى المشاهدين لإجادته تقديم دور الأمير حسن الأطرش ، ليس هذا فقط ولكنه استطاع أيضا أن يقدم عملا يتناول مشاكل العرب المغتربين فى الدول الأوربية من خلال مسلسل عرب لندن ليكون أحد القلائل الذين تناولوا هذه المشكلة فى إطار درامى جاد وهادف ، عن أسمهان وعرب لندن ومنع الطريق إلى كابول من العرض وجديده من أعمال وغيرها كان لنا معه هذا الحوار : 



* لماذا قبلت العمل بمسلسل أسمهان رغم أن العمل ليس من بطولتك ؟

لست فى بداياتى كى أبحث عن دور كبير ، والدور المؤثر ليس بعدد المشاهد وإنما بما يترك من أثر لدى الناس ، وكممثل يغرينى الدور وأيضا عندما قرأت النص ورأيت أنه دور جديد وممتع يمكن أن ألعبه رغم أن عدد مشاهده ليست بالكثيرة لكن يبدو أن أن هذا الكم القليل ترك أثرا كبيرا .

* وكيف تفسر الهجوم الذى مازال مستمرا على المسلسل حتى الآن ؟

هو عبارة عن حرص أو خوف من شئ ما ودائما الأبناء والأحفاد يخافون على تاريخ الآباء والأجداد وهذا من حقهم ‘ولكن ليس هناك مايسئ فى المسلسل إلى أسمهان فشخصية كأسمهان لها مبررات كثيرة فى أن تعيش حياتها لشعورها بأن أيامها قليلة وتردد هذا كثيرا على لسانها وكان واضح لكل من عاصرها ‘ فكانت تذهب الى اللاحدود واللاممكن وتعيش اللحظة وتتمرد على الاشياء وتقوم بكل ماهو غير عادى ‘ وإذا أردنا أن نعد العظماء فى هذا فلن نتجاوز عدد أصابع الكفين ولكن هناك ملايين الأطباء والمهندسين والمعماريين وهذا ليس تقليل من شأنهم ولكن الفنان ليس إنسان طبيعى فلا نستطيع أن نضع عبد الحليم تحت شروط الانسان الطبيعى الذى يعيش فى الحياة فهو يخلد اسم مصر فى التاريخ ويحمل هوية بلده ويجول بها فى العالم فله استثناءات فى الحياة ولا نستطيع أن نقول له يجب أن تفعل هذا ولا يحق لك أن تتعاطى مع السياسة وأن تنام مبكرا ‘ فهذا رجل فنان حر مطلق واللحظة الابداعية عنده لا تحدد أو تقيم بالزمن فعبد الحليم وعبد الوهاب وأم كلثوم وفريد وأسمهان هم حالات خاصة من العطاء لها مطلق الحرية ولا يستطيع أى شخص أن يحاكمهم .‘ وبالتالى هذا ينطبق على أسمهان فهى لا تنتمى إلى آل الاطرش فقط وإنما لكل العالم العربى فهى سفيرة الفن العربى إلى كل انحاء العالم فهى من حقها أن تعيش وتختار من تحب وتقرر متى تفعل ‘ وحياة اسمهان وخاصة المرحلة الاخيرة منها التى لها علاقة باستقلال سوريا والجانب الوطنى عندما حاول بعض أصدقائها أن يبعدها عن السياسة وأن تكتفى بالغناء رفضت وقالت لهم أنا حاسة أن هذه هى أعظم مهمة ممكن أقوم بها فى حياتى مثلها مثل أجمل أغنية ممكن أن أغنيها .


* ولكن قال البعض كيف يمكن لأمير الجبل أن يواجه تصرفات زوجته بكل هذا البرود ؟

لأنه كان يشعر بأن داخل هذه الإنسانة شئ ما من الغموض ‘ ويعرف أيضا أنها تحب الحرية وتستحق أن تغنى وتحلق فهى ليست إنسانة عادية وإنما استثنائية وحسن رجل علمانى ومدنى وعلى إحتكاك مع جنرالات وضباط ومن خلال ماقرأته عن حياته هو كذلك فعلا ‘ ولكن هذا ليس ببرود فعندما كانت تطلب منه الطلاق فكان يطلقها ويتركها ويعود إلى الجبل لأنه أمير .

* ما أكثر شئ لفت نظرك عندما أقتربت من حياة الأمير حسن الأطرش ؟

من خلال ما قرأته ولمسته فى واقع حياته هو أنه رجل محبوب وصاحب سطوة والجميع يهابه وله كلمته وهو أشبه بالشجرة التى زرعت فى جبل العرب وعصفت بها الرياح وما كتب وقدم عن هذه الشخصية لا يسئ لها بالعكس هو محبوب جدا .

* عرض لك فى شهر رمضان الماضى مسلسل عرب لندن فهل يحاكى بالفعل واقع المغتربين العرب فى أوربا حاليا ؟

العمل استعرض مجموعة من النماذج البشرية من العربالذين يعيشوا بلندن ورأينا فى العمل مدى تأثير السياسة والاقتصاد والقوانين الانجليزية عليهم وفى العمل كم كبير من المشاهد والأحداث التى توضح مدى معاناة هؤلاء العرب كالمشاكل الاقتصادية والاجتماعية التى تواجههم .و هناك رؤيةشبه ضبابية في واقعهم فهؤلاء الذين هاجروا الى لندن وبحثوا عن الحرية هناك نعيشوا فيها ضمن شروطها وقوانينها هناك مجموعة من العرب الذين يأتون اليها من كافة الأقطار العربية يحملون معهم بيئتهم ومعتقداتهم وعاداتهم وتقاليدهم الاجتماعية ولكن تحدث مفارقة بينهم وبين أولادهم الذين عاشوا وتربوا في لندن فهذا الجيل الجديد اصطدم مع الآباء والآباء اصطدموا مع الأبناء وفقدوا السيطرة على الأبناء فأصبح هناك وجهتا نظر مختلفتين .

* وهل هذا مادفعك لتبنى هذا المشروع ؟

نعم لأننى عندما أرى هؤلاء العرب يعيشون بشروط وقوانين البلاد الاوربية وكثير منا يعتقدون أنهم يعيشوا هناك بالجنة والنعيم وأنهم بعيدون عن التعصب وعن كل ما توصف به بلادنا فهم على خطأ فالذى شدنى لتبنى هذا المشروع الصراع الذى يعيشه الجيلين القديم المتمسك بدينه وأخلاقه وعاداته وتقاليده التى جاء بها من بلده الأصلى والجيل الجديد الذى لا يعرف بالأساس أنه عربى الهوية ‘ هذا إلى جانب السيناريو الجميل الذى كتبه أنور القوادرى .

* وما مدى تأثير الخط السياسى على العمل ؟

يظهر الخط السياسى من خلال من خلال موقف الانجليز والقرارات التى يتخذوها ضد العرب وأيضا من خلال أحداث عاصفة الصحراء واحتلال العراق فمن خلال العمل يظهر مدى تأثر العرب الموجودين فى لندن بالاحاث التى تقع ىفى وطنهم فيقوموا بمظاهرات ضد الاجتياح الامريكى للعراق وتجد أن علاقة هشام المصرى فشلت نتيجة هذه الأحداث السياسية ورفضته كعربى ‘ وإلى جانب الوقائع السياسية تجد حكايات إجتماعية الذى يقيم فى مع زوجته المتسلطة التى تسيطر على حياة ابنتها وتعلق على مشاعرها تجاه الشاب الذى يحبها ‘ وهذه الأحداث نحن نراها تمر من حولنا لأن ضوء الحرية هناك مضاءأكثر أمام عينيك لتشاهدها وتعبر عنها وتعترض عليها .

* تعاملت مع المخرج حاتم على فى الزير سالم ولم نرك فى أعمال أخرى معه بعد ذلك . لماذا ؟

لم يشأ القدر أن نجتمع مرة ثانية . . وكان هناك مشروع فى بداية العام وهو " صراع على الرمال " الذى يعرض على قناة دبى الآن . . وكنت مرشح لعمل دور " رقيط " الذى قام به عبد المنعم عمايرى وكان هناك حوار حول أن أشارك بهذا العمل ‘ وفوجئت بعد ذلك أن العمل يتم تصويره دون أن أعلم أى شئ والدور أسند لعبد المنعم .

* شاهدنا لك فى فترة سابقة أعمال كوميدية ثم أتجهت اتجهت إلى أعمال تاريخية ودرامية . فهل تخليت عن الكوميديا ؟

اللى فات مشروع مطلق وبطبيعتى لا أتخلى عن عمل أديته ولم أجد مادة كوميدية حقيقية حتى الآن تشجعنى على العودة للكوميديا مرة أخرى ‘ وهذا العصر لا يدعوا للكوميديا وكل ما يدور من حولنا للاسف كوارث طبيعية وإنسانية وسياسية . . . فالفن مرتبط بالواقع ولا يمكن أن نخرج عن إطار هذا الواقع ‘ وإذا أردنا أن نرفه عن المشاهد دون مستوى معين أو دون مادة محترمة تقوم عليها الكوميديا فالأفضل ألا يكون .

* قيل أنك أعتذرت عن بعض الأعمال بسبب خلاف حول أجرك المالى ؟

هذا الموضوع تحديدا كان فى مسلسل " الإجتياح " الذى يعرض على قناة ال" mbc " الآن وأيضا مسلسل " أبو جعفر المنصور " أعتذرت عن الاثنين لاسباب مادية وليست المادة بمعنى الكم ولكن شعرت أنه ليس هناك تقدير لى ففى الاخر أبذل جهد وغيرى يستثمر ويستفيد من هذا الجهد ‘ ولا أريد أن أكون فى النهاية ضحية يستفيد منها الاخرون .

* ما رأيك فى الدراما السورية هذا العام ؟

ألاحظ أن هناك ضعف هذا العام فى الدراما السورية فالأعمال الموجودة حاليا تتناول نفس المرحلة " البيئة الشامية " وهذا خطأ كبير وبدون ذكر أسماء وعناوين هناك أربع أو خمسة أعمال متشابهين فالممثلين هم نفسهم يتقاسمون الكعكة ويتشابهون فى الملابس والمنطق والحوار وإلى حد ما الحكاية ‘ وبرأيى أن أهم الاعمال الموجودة الان هو " أهل الراية " ولعب فيه الفنان جمال سليمان دور جميل وجديد ‘ أما باب الحارة فمكرر والممثلين كان يشبهون بعضهم .

* هل حقيقة تعرض عابد فهد لمعاملة جافة فى مصر ؟

مصر تحتضن العالم بكل ما يحتويه فنيا وعلميا وسياسيا ، فموقع مصر الجغرافى والعربى هو فى قلب الأمة العربية ‘ والرد على أن هناك هجوما على الفنانين العرب المتواجدين فى الدراما المصرية هو كم الاعمال والمخرجين المتواجدين الآن وليس هناك بساط تحت أقدام أى شخص كى يتم سحبه منه ولكل ناجح بطاقة أو جائزة ذهبية فهناك أعمال مشتركة كعرب لندن واسمهان وناصر يكفى كل هذه الاعمال لكى ترد على هذا الهجوم .

* كثير من الفنانين وأنت واحد منهم اتجهوا لانشاء شركات انتاج . لماذا ؟

بحثا عن الاستقرار المادى ‘ هذا هو جوابى باختصار .

* برأيك ماهى مشكلة الفنان السورى حاليا كفنان ؟

مشكلة الفنان السورى فى أنه يجب يتوفر له مائة صالة سينما وخمسون مسرحا وثلاثون فضائية فى سوريا .

* والقناة السورية التى تعرض المسلسلات الخاصة بسوريا ؟

كان لازم تكون موجودة من عشر سنوات .

* مالجديد لدى الفنان عابد فهد ؟

لدى مسلسل اسمه "هكذا يموت الرجال" مع الفنان خالد صالح وأجسد فيه شخصية ضابط اتصال سورى، يساعد قوات المقاومة الشعبية المصرية بالسويس طوال فترة حصار إسرائيل للمدينة الباسلة على مدار 100 يوم، والمسلس من تأليف ياسر أيوب ، ومن المتوقع أن نبدأ التصوير فيه قريبا .


صدام كمال الدين
شاركه على جوجل بلس

عن صدام كمال الدين

    تعليقات بلوجر
    تعليقات فيسبوك

0 التعليقات:

إرسال تعليق