هؤلاء عاشوا فى جلباب آبائهم



صدام كمال الدين

أضواء الشهرة والنجومية ، والمعجبين طوال الوقت ، وكاميرات التصوير ، كل هذا لابد وأن يترك أثره فى أحد الأبناء إن لم يكن جميعهم ، خاصة وإن كان الأبوين يعملان بمجال الفن وحققا شهرة كبيرة ، ومازال اسمهما يصنع خبرا جيدا تتناوله مختلف وسائل الإعلام .

عدد كبير من الفنانين الشباب لم يناضل للخروج من عباءة أسرته الفنية ، وإنما سعى لارتداء جلباب الفن الخاص به ، فالبعض يرى أن ما يحدث هو توريث فى مهنة لا تحتمل التوريث وإنما تعتمد فى مجملها على الموهبة والإبداع ، فكثيرون احترفوا الفن من طريق أسرهم الفنية ولكنهم ما لبثوا أن طواهم النسيان ربما بسبب افتقاد بعضهم للموهبة أو المقومات الفنية التى تؤهلهم للنجاح ، فالموهبة لا تصنع، لكن تولد مع الإنسان .


وعن مسألة التوريث فى الفن ذكر الفنان القدير نبيل الحلفاوى " امتداد المهن أو الحرف إلى الأبناء يحدث بالنسبة لكثيرين فى العالم كله من أقدم العصور، المرفوض توريث المناصب والوظائف بالتعيين أو التزوير ، وفى الفن بالذات يستحيل التوريث، وإلا كان ابن أكبر ممثلة (فاتن) من نجم عالمى(عمر الشريف) قد واصل، أو ابنة صباح من أنور منسى قد نجحت، وأمثلة أخرى".

ولكن هذا لا يمنع من وجود عدد كبير من هؤلاء الفنانين لديه الموهبة والأدوات التى مكنته من النجاح وتحقيق ذاته ، وتأكيد استقلاليته الفنية عن أسرته .

النجم أحمد السقا ابن لعائلة فنية فوالده هو المخرج صلاح السقا مدير مسرح العرائس، ومخرج المسرحية الشهيرة " الليلة الكبيرة ، وجده عبده السروجي المغني .

السقا الأب ربما كان من أهم عوامل دخول الابن لمجال الفن ، وأيضا كان من أهم العوامل التى ساهمت فى نجاح ابنه أحمد ، الذى تربى منذ صغره على حب الفن ، الفنان أحمد السقا تحدث عن والده ومدى تأثيره عليه فقال " والدى زرع بى الطيبة والجدعنة وحب الغير، وكان كريما جدا لدرجة أن والدته كانت دائما تشتكى من تبزير زوجها وتقول له "استثمر فلوسك وما تصرفش كل قرش معاك" وكان يرد عليها ويقول "أنا استثمارى الحقيقى فى أولادى".

أحمد الفيشاوى هو ابن لممثلين هما فاروق الفيشاوي وسمية الألفي ، وتظهر عناية والده الفنية به منذ الصغر حيث كان أول ظهور له عام 1989 في فيلم " المرشد" بطولة والده وكان عمره لا يتعدى ثمانية سنوات .

ربما كان مقدرا منذ البداية للفنان كريم عبد العزيز أن يحترف الإخراج ولديه ما يؤهله لذلك فهو ابن المخرج محمد عبد العزيز وعمه أيضا المخرج عمر عبد العزيز ، ولأن بلاتوهات التصوير والاستديوهات لم تكن غريبة عليه منذ صغره نتيجه لعمل والده الدائم في هذه المجالات فدخل كريم معهد السينما عام 1994 .، ولكنه كمعظم جيله اختار أن يرتدى ثوبا فنيا خاصا به ، وذلك بعد أن بدأ مشواره فى الإخراج حيث عمل فى بداية حياته الفنية مساعد مخرج لفترة قصيرة اتجه بعدها للتمثيل الذي رفضه والده في البداية لمشقته إلى أن اقتنع بموهبته وبقدراته الفنية .

كريم محمود عبد العزيز عندما كان عمره 10 سنوات ظهر فى فيلم " البحر بيضحك ليه " من إخراج محمد كامل القليوبى عام 1995 ولذلك لم يكن مستغربا أنه عندما يكبر أن يكون فناناً ، ليشارك مع الده النجم الكبير محمود عبد العزيز عام 2004 فى مسلسل " محمود المصرى " من إخراج مجدى أبو عميرة .

الأباء لا يتخلوا عن أبنائهم ويدعموهم بشتى الطرق لكى ينجحوا فعندما سئل الفنان محمود عبد العزيز عن ابنه كريم كممثل قال" كريم ممثل مجتهد جداً وكتلة فنية متحركة, وبداخله مخرج ومصور وممثل أيضاً, ولقد أبهرني بطريقة أدائه خصوصاً في "إمرأة في ورطة" أمام إلهام شاهين " .

ومن الأمثلة على وقوف الأسر الفنية بجانب أبنائهم ما فعله النجم الكبير عادل إمام من مساندته لأبنيه رامى ومحمد ، أحدهما في الإخراج والآخر في التمثيل، فقام رامي إمام بإخراج أفلام لوالده مثل " حسن ومرقص"، و" أمير الظلام " ، بعد قيامه بإخراج 6 أفلام ، وفي " فرقة ناجى عطا الله " نرى رامي مخرجا ، ومحمد مشاركا أباه البطولة .

وكان الفنان محمد إمام قد ذكر كثيرا أنه لن يعيش في جلباب أبيه ،وهو ما أكده الزعيم حيث قال " إن نجله محمد لا يعيش في جلباب أبيه، فعندما أقدم فنان للسينما المصرية لا أقدم فنان أي كلام " .


أحمد صلاح السعدني بالرغم من أنه أكد مرارا أنه لا يعيش فى جلباب أبيه الفنى ، لأن الفن هو المهنة الوحيدة التي لا تورث ، ولا ينكر كون والده فنانا كبيرا لم يسهل له معرفة الناس فى الوسط الفنى ، ولكنه لم يفرضه على أحد ، فالاستمرار مشروط بتوافر الموهبة فحسب ، أحمد شارك والده الفنان صلاح السعدنى في عمل واحد هو " رجل في زمن العولمة " .

منة شلبي ابنة الفنانة زيزى مصطفى ، دخلت مجال التمثيل من خلال فيلم " العاصفة " فى مشهد لا يتجاوز 3 ثوانٍ ، وبدايتها الحقيقية جاءت في فيلم " الساحر " مع الفنان محمود عبدالعزيز لكي تشاركه البطولة ، وأكدت منة على أن ابن الفنان عندما يتجه الى الفن يكون ذلك أمرا طبيعيا ولا يثير الدهشة لانه يكون قد نشأ وسط الفنانين منذ طفولته وجلس معهم، وهذا ما حدث معي منذ أن كنت صغيرة وأنا أجلس مع فنانين مثل محمود عبدالعزيز وعادل امام ومحمود ياسين وغيرهم فحلمت بأن أصبح مثلهم " ، وعن مدى تأثر والدتها على دخولها عالم التمثيل قالت " لا أنكر ان والدتي ساعدتني كثيرا لأبدأ هذا المشوار فكانت تنفق على الملابس التي يحتاجها الدور الذي أجسده ، ولأن والدتي فنانة سابقة فهي تعرف جيدا أن الفنان في بداية مشواره يحتاج الى من يسانده ماديا على الأقل، أما على مستوى العمل فهي لم تتدخل أبدا لتفرضني في أي دور ، لأن الجمهور لا يحتاج إلى وساطة ليقتنع بموهبة فنان معين .

لا يقتصر ارتداء الفنانين الشباب جلباب أسرتهم الفنية فى مرحلة الشباب وإنما يبدأ لدى العديد منهم منذ الطفولة كابنتى الفنان أحمد زاهر ليلى التى شاركته فى مسلسل " بره الدنيا " للمخرج مجدى أبو عميرة عندما كان عمرها 6 سنوات ، وأيضا سلمى البالغة من العمر 7 سنوات ، والتى ظهرت مع أختها فى فيلم " عمر وسلمى 2 " ، وذكر الفنان أحمد زاهر أنه لم يكن يجرؤ على تقديم ابنتيه إلا بعد أن تأكد من موهبتيهما فى التمثيل .

دنيا وايمى ابنتا الفنان سمير غانم والفنانة دلال عبد العزيز ، ربما تكونا أكثر فنانتين ارتدتا عباءة أسرتيهما الفنية ، وحضورا على الساحة الفنية ، وأيضا فى مسألة دعمهما فنيا ، فالنجمة دلال عبد العزيز أكدت على أن المواهب الحقيقية التى تنم عن أدوار متميزة هى التى تبقى ، ومن يعتمد على تاريخ أسرته الفنية يطويه النسيان .

أحمد فلوكس عمل مع والده فى مسلسل " رجل فى زمن العولمة " ، وعن سبب عدم تكرار هذه التجربة قال " إلى الان لم نجد عملا يجمعنا معا ولو وجد فلن أتردد لحظة فشرف كبير أن أقف أمام معلمى الأول " ، ولكنه فى نفس السياق يرفض دخول ابنه للعمل فى الوسط الفنى لذلك قرر أن يقوم بارساله لخارج مصر حتى يتمكن من أن يعيش حياة عادية ولا يتأثر بالنجومية والفن .

ريهام عبدالغفور التى تألقت في أول أدوارها مع عمالقة الفن في مسلسل " زيزينيا " وكان من بينهم والدها الفنان أشرف عبد الغفور ، وبالرغم أن والدها ووالدتها عارضا دخولها مجال الفن إلا أنها أصرت واستطاعت اقناعهما ، كما أنها لم تنكر أن دخولها الفن عبر والدها اختصر كثيراً من خطوات البداية وأنها استفادت مثل غيرها من أبناء النجوم من خبرة والدها عبر استشارته في امور كثيرة ، وتؤكد على أن الاستمرار مرتبط بالموهبة التي تفرض وجودها على الجميع.

أحمد سعيد عبد الغني نجل الفنان والصحفي سعيد عبد الغني ، هو من عائلة فنية كبيرة فخالته هي الفنانة الراحلة زهرة العلا وزوجها المخرج الراحل حسن الصيفي ، لذلك لم يكن من المستغرب أن يسير الفنان الشاب فى نفس الدرب الذى سلكته أسرته ، وكغيره من الفنانين الشباب عندما وجد والده لديه الاصرار والحماس وأيضا الموهبة حرص على توجيهه إلى بداية الطريق السليم حتى يستطيع تحقيق نفسه ولكى يحرز نجاحاته الخاصة به .

حنان كرم مطاوع نشأتها بداخل أسرة فنية مكونة من الفنانة سهير المرشدي، والفنان الراحل كرم مطاوع، جعلتها لا تتوقع أن تعمل فى مجال أخر سوى التمثيل فهى تشبعت روحها وعشقت الفن ، وكانت بدايتها مع مسلسل أميرة فى عابدين مع الفنانة سميرة أحمد ، ورغم كون أسرتها فنية إلا أنه لم يجمعها مع والديها أى عمل مشترك .

ربما لا يعلم الكثيرون أن الفنانة سماح أنور من أسرة فنية فهى ابنة الفنانة سعاد حسين والمؤلف المسرحى انور عبد الله ، وفى بدايتها حرصت والدتها على مشاركتها عدد من افلامها حتى تستطيع توجيهها بطريقة سليمة ، وبعد أن حققت سماح شهرة سينمائية اتجهت للمسرح والتلفزيون ثم للاخراج .

فى مرحلة ما لابد للجمهور أن يربط بين الفنان الشاب وأسرته الفنية وهو ما سيؤدى بعد فترة إلى القضاء إلى الفنان ويضطره للابتعاد عن الساحة الفنية إن لم يستطيع أن يقاوم ويثبت أنه جدير بأن يكون فنان ولديه موهبة حقيقية ، وهو ما حدث للفنانة غادة نافع ، فهى ابنة الفنانة ماجدة الصباحي، والفنان إيهاب نافع والتى كانت حريصة كثيرا على الابتعاد عن مشاركة والديها أعمالهما الفنية ، إلى أن شاركت والدتها أكثر من عمل كفيلم " ونسيت أنى امرأة " ، لينتهى بها المطاف بالابتعاد عن عن الساحة الفنية .

أضواء الشهرة والنجومية ، والمعجبين طوال الوقت ، وكاميرات التصوير ، كل هذا لابد وأن يترك أثره فى أحد الأبناء إن لم يكن جميعهم ، خاصة وإن كان الأبوين يعملان بمجال الفن وحققا شهرة كبيرة ، ومازال اسمهما يصنع خبرا جيدا تتناوله مختلف وسائل الإعلام ، وهو ما حدث مع أسرة الفنان حسن يوسف وزوجته الفنانة المعتزلة شمس البارودى ، حيث اتجه أحد أفراد العائلة بخطوات ثابتة نحو النجومية وهو الفنان عمر حسن يوسف ، وعن تدخل والده فى اختيارات أعماله الفنية قال : بالطبع أخذ رأيه كممثل محترف كى أستفيد من خبرته فى هذا المجال ، ولكن فى النهاية الدور الذى أؤديه يكون من اختيارى منذ البداية لأننى أنا من سيظهر على الشاشة وليس والدى ، وبرأى أن معظم اختياراتى كانت موفقة حتى الآن .

الأسرة الفنية فى بعض الأحيان تفتح الطريق للفنان كى يقتحم عالم الفن بخطى ثابته ، ولكن القدر يتدخل أحيانا ليعجل بالشهرة كما حدث مع الفنان هيثم أحمد زكى فوالده الفنان الكبير أحمد زكي ووالدته الفنانة هالة فؤاد، وبعد رحيل والده عام 2006 إستكمل ما تبقى من مشاهد فيلم " حليم " ليبدأ مشواره الفني .

رانيا محمود ياسين بدأ مشوارها الفنى من خلال فيلمها الوحيد " قشر البندق " من إخراج خيرى بشارة وإنتاج والدها الفنان الكبير محمود ياسين ، إلى جانب أن رانيا من أسرة فنية فوالدتها الفنانة شهيرة وشقيقها المممثل عمرو محمود ياسين ، هى متزوجة أيضا من الفنان محمد رياض ، وهو ما يعتبر عامل دعم قوى لها فى حياتها ومسيرتها الفنية ، وعن دعم والدها الفنى لها قالت: والدي كان يعد لانتاج فيلم " قشر البندق" سواء أمثلت فيه ام لا ، ولأنني أردت الاتجاه الى التمثيل وقتها أحس أن من واجبه أن يقدمني بشكل جيد ، ولكن الموهبة هي جواز مرور الفنان الى قلب الجمهور ونجاحه، ومن دون موهبة لن يتقبل الجمهور الممثل حتى وان فرض عليه.


http://www.gomhuriaonline.com/main.asp?v_article_id=251354#.Vf2Az_4LOPt.blogger
شاركه على جوجل بلس

عن صدام كمال الدين

    تعليقات بلوجر
    تعليقات فيسبوك

0 التعليقات:

إرسال تعليق