يوسف الشاروني: الإبداع كثير والنقد قليل

يوسف الشارونى
لا يزال القاص المصري يوسف الشاروني يواصل مسيرته الحافلة بالإبداع بمختلف أشكاله، فبعد بلوغه السابعة والثمانين ما زال يواصل العطاء وبغزارة، فلديه في المطبعة الآن ما يقارب تسعة كتب .

يعتبر الشاروني أحد أهم كتاب القصة في جيل ما بعد الحرب العالمية الثانية ، وبرغم هذا العمر الطويل مع الإبداع والمبدعين فإنه يعتب على دور النشر التي تتعامل مع من أفنى عمره من المبدعين في الكتابة، كما لو كانوا كتابا مجهولين أو شباباً في مقتبل حياتهم الأدبية .
أصدر الشاروني ست مجموعات قصصية، وحاز العديد من الجوائز الأدبية منها: جائزة الدولة التشجيعية في القصة ،1961 وجائزة الدولة التشجيعية في النقد الأدبي ،1969 وجائزة الدولة التقديرية في الآداب ،2005 وأخيراً جائزة سلطان بن علي العويس الثقافية في دورتها العاشرة في حقل القصة القصيرة .
* لماذا جاءت تجربتك الروائية متأخرة بعض الشيء ؟

لم أقصد أن تجيء من الأساس أو أحدد لها وقتاً معيناً، فكتاباتي تكتب نفسها لأنني أكتب بحرية، ففي بدء حياتي قلت بدلاً من الذهاب إلى المقهى ولعب الطاولة أقرأ، وإن واتتني فكرة قصة أكتبها، ولم أقصد أن أكتب رواية بعد هذا العمر الطويل ولكنها خرجت في شكل رواية، وأيضاً خرجت منها قصة قصيرة عن امرأة كانت تعمل بالخارج وأولادها موجودون في مصر فاشتاقت لهم وأرادت أن تراهم بعد ثلاثة أشهر من سفرها وكانت ستركب العبارة التي غرقت في البحر الأحمر، ولكن تأجل سفرها، لأسباب خارجة عن إرادتها وفي الوقت نفسه جاء الخبر لأهلها بأنها غرقت مع من غرق، ممن كانوا موجودين على ظهر العبارة، واعتقدوا أنها ماتت، وأخذوا إحدى الجثث مجهولة الهوية وقالوا إنها هي، من أجل المال، ولكن بعد أسبوع اتصلت بهم وأخبرتهم بأنها وصلت إلى مصر .
* أطلقت على روايتك “تحقيق روائي”؟ وهل تختلف عن الرواية الوثائقية أو التسجيلية ؟

معظم مادة الرواية كانت من الصحف فهي عبارة عن حادثة تحدثت عنها الصحف، لذلك أطلقت عليها “تحقيق روائي” واعتبرت أنها ليست رواية خالصة، وإنما نوع جديد من الأدب بغض النظر عن التعريفات الأخرى، التي يجوز أن تنطبق عليها، وهذا ما يفعله العديد من الكتاب كصنع الله إبراهيم في روايته “ذات”، أو الغيطاني في “الزيني بركات”، وبهاء طاهر في “الحب في المنفى” وغيرهم .
* ذكرت في الرواية " أن المصائب التي تنهال على بلادنا لن تهزمنا والضربات التي نتلقاها لن تجعلنا ننكفئ على وجوهنا " ، وبعد كل ما يحدث الآن هل مازال هذا رأيك ؟

برغم كل السلبيات الموجودة يجب أن نتفاءل، ففي نادي القصة مثلاً يوجد كتّاب رائعون ويفوزون بالجوائز وتنشر كتاباتهم، وكذلك الحال بالنسبة للوطن العربي .
* وهل ترى أننا نعيش زمن الرواية ؟

نحن نعيش في زمن المسلسل التلفزيوني، والأدب عندي ينقسم إلى أربع مراحل، أولها مرحلة الأدب الشفاهي وله خصائص مختلفة عن أدب المطبعة حيث يهتم بالسجع ويتميز بحفظه، وأن يكون له وقع لدى المستمع، وفيه الحدث، ولا يوجد به تأمل داخلي، لأن الحوادث يجب أن تشد المستمع، وثانيهما المطبعة التي اعتمدت على العين أكثر من الأذن، فعلى سبيل المثال “فرجينيا وولف” كتبت رواية اسمها “مسز دالوي” تدور كل أحداثها عن عيد ميلاد امرأة، وتستغرق 400 صفحة، وهذا ما لا يمكن حدوثه في المرحلة السابقة حيث يوجد في هذه المرحلة التأمل والاعتماد على علم النفس المواكب لظهور المطبعة، أما المرحلة الثالثة فهي مرحلة المسلسل التلفزيوني وبعده الشريط السمعي والبصري وهو يدور في حركة لولبية حيث تظهر تلقي الأذن مع العين، والمرحلة الأخيرة هي مرحلة الإنترنت ولم أعرف بعد كيف سيكون شكل الأدب فيها، وأعتقد أنه سيكون له شكل جديد ومختلف باختلاف المراحل السابقة عن بعضها بعضا .
* ذكرت أن التراث النقدي في حياتنا الأدبية عوّد القارئ على أن يقدم له الحكم الجاهز على قيمة العمل الفني ، أليس هذا هو دور الناقد ؟

دور الناقد هو أن يطلع القارئ على العمل الأدبي، ويترك الحكم له، ولا يصدر له حكماً على هذا العمل، وإنما يوضح فقط، ويقول هذه قراءتي للعمل ويترك لكل شخص حرية الحكم على العمل .
* كيف ترى الواقع النقدي الآن خصوصا أن هناك محاولات كثيرة لإصلاح مشاكله ؟

هناك جيل جديد من شباب النقاد وهو برأيي جيد، ولكن المشكلة أن الإبداع كثير، وأساتذة الجامعة لا يكتبون كلهم نقداً بسبب انشغالهم بالتدريس في الجامعات، ولكن البعض منهم على مستوى جيد ويتابع، ولكن الذين يكتبون نقداً أقل من المبدعين.


صدام كمال الدين
14/11/2010

شاركه على جوجل بلس

عن صدام كمال الدين

    تعليقات بلوجر
    تعليقات فيسبوك

0 التعليقات:

إرسال تعليق