![]() |
حمدى أبو جليل |
يرى الروائي حمدي أبوجليل أن أبناء جيله تفوقوا على كتّاب الستينات والسبعينات في تحرير الرواية من الزوائد التي كانت تكبلها، وبرغم أن قراءاته تقليدية جداً كما يقول لكنه يحاول في كتاباته أن يصل إلى أسلوب ينقل بدقة انفعالات الوجه ونبرة الصوت لدى المتحدث .
يكتب أبو جليل القصة القصيرة، فله أسراب النمل ،1997 وطي الخيام ،2011 وأصدر روايتين هما لصوص متقاعدون ،2002 والفاعل ،2008 كما أنه مهتم بالقاهرة وشوارعها فكتب القاهرة شوارع وحكايات ،2003 وهو كتاب من جزأين يرصد تاريخ الشوارع المصرية وحكاياتها، ويعمل حالياً على كتاب عن الجوامع وتاريخها وملابسات بنائها .
* كيف ترى المشهد الثقافي بعد الثورة؟
الثقافة بشقيها الرسمي والأهلي لم تتأثر بالثورة بل إنها انتكست، لأن المساعدين حلوا مكان رؤسائهم، وربما يكون هذا بسبب أن الثقافة خطت الخطوة التي نتجت عنها الثورة، فلم يكن ممنوعا على المثقفين الكلام فكانوا يكتبون بحرية ويتظاهرون وما إلى ذلك ولديهم أعمالهم المتحررة، أما بالنسبة للموظفين والمؤسسات فكانوا أيضاً بالمستوى نفسه من التحرر، بل كانت هناك مبالغة من وزارة الثقافة قبل الثورة بالانحياز لرؤى المثقفين .
* ما رأيك في فكرة أن الثورات تعطل الإنتاج الأدبي؟
الثورة لن تفعل شيئا للرواية المصرية، لأنها خطت خطوتها الثورية قبل قيام الثورة ربما بعقد كامل، فمنذ نهاية التسعينيات هناك كلام مختلف عما قيل من قبل، وربما هناك نوع من الروايات سيتأثر وهو النوع السياسي الذي نلمسه في عمارة يعقوبيان أو أعمال صنع الله إبراهيم الذي يحارب النظام ولديه معركة معه، وباعتقادي أن هذا النوع من الروايات لا يوجد حالياً مبرر لاستمراره، خاصة أن كل ما يدعو له النظام في مصر نفسه سقط، لكن الرواية المصرية الجديدة أرى أنها تحررت كثيرا، فهي خطت خطوتها الثورية قبل الثورة .
* هناك من يقول إن روايتيك هما مجرد سيرة ذاتية . . ما رأيك؟
ليستا سيرة ذاتية لكن الأدق أنهما نتاج للسيرة، فالسيرة ليس لها طموح فني وهي دقيقة، كما أن كتاباتي هي نتاج للحظة المتوهجة التي تسقط في الحياة كسقوط التفاحة وهو متوافق مع ما يسمى ثورة الرواية المصرية، فالكاتب كان عندما يقترب من السيرة يحاول أن يجعل الأمور غامضة، لكن المهم الآن الشخصية، وهل نجح الكاتب في رسمها، وتعامل مع سيرته كأنه شخص آخر، وهذا ما يحدد إن كانت سيرة ذاتية أم أدباً .
* بدأت قاصاً ثم تحولت إلى كتابة الرواية . . لماذا؟
كلمة تحولت لا أجدها صحيحة، لأن نوع الرواية الذي أحاول أن أنتهجه يشمل القصة القصيرة، وكل خبرتي في الحياة، ورغم ذلك أفكر دائما في كتابة القصة وما زلت أكتبها، وصدر لي منذ فترة مجموعة قصص اسمها طي الخيام .
* العديد من الكتّاب الشبان يلجأون إلى ما يسمى الكتابة الشفاهية . . فهل هي شكل جديد للرواية أم استسهال؟
بشكل شخصي أحاول الوصول للغة في مستوى الكلام، ولا أقصد أنها عامية أو شفاهية، لكن أن تكون في سهولة الكلام وقدرته على الإقناع، وموازية لنبرة الصوت أو تعبيرات الوجه التي تعتبر من أسلحة الكلام .
* هل معنى هذا أن جيل التسعينيات يبحث عن شكل جديد يختلف عن شكل الرواية لدى الأجيال التي سبقته؟
أفضل أن أطلق عليه جيل الكتابة الجديدة بدلا من جيل التسعينيات، فالكتابة لديه وصلت لسمة مختلفة تماما عما قبلها، بل حررت الرواية من قيود كانت تكبلها، وأيضاً برأيي أن جيل الستينيات تأثر بكتابات الأجيال الجديدة، ويظهر هذا في الإنتاج الأخير لخيري شلبي أو إبراهيم أصلان، ويتمثل في ثقتهما، بتجربتهما الشخصية وقدرتهما على السخرية، فلو قارنا بين الأعمال الأولى لإبراهيم أصلان والأخيرة سنجد أنه سعيد بالسخرية لأنه في البداية كانت السخرية لديه تقمع، ففي فترة ما يسمى الحداثة كان يمكن أن نحذف خمسين صفحة وأن نصل ما قبلها بما بعدها من دون أن يحدث خلل في المضمون وهذا سببه مفهوم الغموض والبعد عن القارئ، والسخرية لديهم كانت قرينة للمونولوجست الذي يقول كلاماً لا يعول عليه، وكل هذه الأوهام تأثر بها جيل الستينيات والسبعينيات وحتى الثمانينات أيضاً .
* البعض أخذ عليك أنه ليس لروايتك الفاعل موضوع واحد متماسك إنما هي حكايات متفرقة؟
كل المشاهد المختلفة في الرواية الرابط بينها هي أنها تدور عن شاب بدوي في العشرينيات من عمره، ويعمل في الفاعل ويكتب القصص وهذا هو العصب الذي تدور حوله، وحاولت أن أجعلها رواية كاتدرائية ولها موضوع مسلسل، وكان هذا طموحي لأنني في قراءاتي تقليدي جداً .
* لماذا معظم شخصيات أعمالك مهمشة؟
أنا أكتب عما هو قريب مني وربما لأنني أيضاً مهمش، وقبل الثورة كنت أفهم معنى مهمش، لأن الصفوة كانت مبارك والحاشية التي تحيط به، أما الهامش فهو الشعب .
* ما رأيك في فكرة أن الثورات تعطل الإنتاج الأدبي؟
الثورة لن تفعل شيئا للرواية المصرية، لأنها خطت خطوتها الثورية قبل قيام الثورة ربما بعقد كامل، فمنذ نهاية التسعينيات هناك كلام مختلف عما قيل من قبل، وربما هناك نوع من الروايات سيتأثر وهو النوع السياسي الذي نلمسه في عمارة يعقوبيان أو أعمال صنع الله إبراهيم الذي يحارب النظام ولديه معركة معه، وباعتقادي أن هذا النوع من الروايات لا يوجد حالياً مبرر لاستمراره، خاصة أن كل ما يدعو له النظام في مصر نفسه سقط، لكن الرواية المصرية الجديدة أرى أنها تحررت كثيرا، فهي خطت خطوتها الثورية قبل الثورة .
* هناك من يقول إن روايتيك هما مجرد سيرة ذاتية . . ما رأيك؟
ليستا سيرة ذاتية لكن الأدق أنهما نتاج للسيرة، فالسيرة ليس لها طموح فني وهي دقيقة، كما أن كتاباتي هي نتاج للحظة المتوهجة التي تسقط في الحياة كسقوط التفاحة وهو متوافق مع ما يسمى ثورة الرواية المصرية، فالكاتب كان عندما يقترب من السيرة يحاول أن يجعل الأمور غامضة، لكن المهم الآن الشخصية، وهل نجح الكاتب في رسمها، وتعامل مع سيرته كأنه شخص آخر، وهذا ما يحدد إن كانت سيرة ذاتية أم أدباً .
* بدأت قاصاً ثم تحولت إلى كتابة الرواية . . لماذا؟
كلمة تحولت لا أجدها صحيحة، لأن نوع الرواية الذي أحاول أن أنتهجه يشمل القصة القصيرة، وكل خبرتي في الحياة، ورغم ذلك أفكر دائما في كتابة القصة وما زلت أكتبها، وصدر لي منذ فترة مجموعة قصص اسمها طي الخيام .
* العديد من الكتّاب الشبان يلجأون إلى ما يسمى الكتابة الشفاهية . . فهل هي شكل جديد للرواية أم استسهال؟
بشكل شخصي أحاول الوصول للغة في مستوى الكلام، ولا أقصد أنها عامية أو شفاهية، لكن أن تكون في سهولة الكلام وقدرته على الإقناع، وموازية لنبرة الصوت أو تعبيرات الوجه التي تعتبر من أسلحة الكلام .
* هل معنى هذا أن جيل التسعينيات يبحث عن شكل جديد يختلف عن شكل الرواية لدى الأجيال التي سبقته؟
أفضل أن أطلق عليه جيل الكتابة الجديدة بدلا من جيل التسعينيات، فالكتابة لديه وصلت لسمة مختلفة تماما عما قبلها، بل حررت الرواية من قيود كانت تكبلها، وأيضاً برأيي أن جيل الستينيات تأثر بكتابات الأجيال الجديدة، ويظهر هذا في الإنتاج الأخير لخيري شلبي أو إبراهيم أصلان، ويتمثل في ثقتهما، بتجربتهما الشخصية وقدرتهما على السخرية، فلو قارنا بين الأعمال الأولى لإبراهيم أصلان والأخيرة سنجد أنه سعيد بالسخرية لأنه في البداية كانت السخرية لديه تقمع، ففي فترة ما يسمى الحداثة كان يمكن أن نحذف خمسين صفحة وأن نصل ما قبلها بما بعدها من دون أن يحدث خلل في المضمون وهذا سببه مفهوم الغموض والبعد عن القارئ، والسخرية لديهم كانت قرينة للمونولوجست الذي يقول كلاماً لا يعول عليه، وكل هذه الأوهام تأثر بها جيل الستينيات والسبعينيات وحتى الثمانينات أيضاً .
* البعض أخذ عليك أنه ليس لروايتك الفاعل موضوع واحد متماسك إنما هي حكايات متفرقة؟
كل المشاهد المختلفة في الرواية الرابط بينها هي أنها تدور عن شاب بدوي في العشرينيات من عمره، ويعمل في الفاعل ويكتب القصص وهذا هو العصب الذي تدور حوله، وحاولت أن أجعلها رواية كاتدرائية ولها موضوع مسلسل، وكان هذا طموحي لأنني في قراءاتي تقليدي جداً .
* لماذا معظم شخصيات أعمالك مهمشة؟
أنا أكتب عما هو قريب مني وربما لأنني أيضاً مهمش، وقبل الثورة كنت أفهم معنى مهمش، لأن الصفوة كانت مبارك والحاشية التي تحيط به، أما الهامش فهو الشعب .
صدام كمال الدين
30/10/2011
0 التعليقات:
إرسال تعليق